هو
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته
أبو حفص، ولقبه الفاروق. ولد عمر بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.
عرف في شبابه بالشدة والقوة ، كانت له
مكانة رفيعة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثه قريش رسولا
اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم لما بعث الله محمدا صلى
الله عليه وسلم كان عمر شديدا عليه وعلى المسلمين، ثم كتب الله له
الهداية.فأسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان
الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد ،
عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع
الإسلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح
دلوني على محمد وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح (يا عمر والله
إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني
سمعته بالأمس يقول
اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن
هشام ، وعمر بن الخطاب )
فسأله عمر من فوره
وأين أجد الرسول
الآن يا خباب ؟)وأجاب خباب: (عند الصفا في دار الأرقم بن أبي
الأرقم....لقب ب الفلروق لأن الله فرق بين الحق والباطل.
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن
علماء الصحابة وزهادهم ، وهو أبو حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها, وضع
الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، وكان قويا في الحق
لا يخشى فيه لومة لائم ، قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " يا
ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير
فجك"..
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع
قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا من أراد أن
تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فلم يجرؤ أحد
على الوقوف في وجه.... شهد عمر بن الخطاب جميع الغزوات مع النبي صلى الله
عليه وسلم، وكان من أقرب الناس إلى قلبه. عن عبد الله بن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل،
ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر".
وقال: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن
الخطاب". وكان عمر بن الخطاب أعسر يسر: يعمل بيديه، وكان أصلع طويلا، أبيض
البشرة، إلا أن لون بشرته تغير عام الرمادة ـ عام الشدة والقحط ـ لأنه
أكثر من أكل الزيت، وحرم على نفسه السمن واللبن حتى يخصب الناس وتنصلح
أحوالهم؛ فتغير لونه لذلك. اشتهر رضي الله عنه بالزهد، وسعة العلم،
والجرأة في الحق. وبعدما تولى الخلافة صار مضرب المثل في العدل في زمانه
وإلى يوم الناس هذا. عن ابن عباس قال: أكثروا ذكر عمر، فإنكم إذا ذكرتموه
ذكرتم العدل، وإذا ذكرتم العدل ذكرتم الله تبارك وتعالى.
تولى عمر خلافة المسلمين بعد وفاة أبي
بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك في السنة الثالثة عشر من الهجرة، ودامت
خلافته عشر سنوات وستة أشهر وخمس ليال. وفي عهده أصبحت دولة الإسلام
الدولة العظمى الأولى في العالم، حيث تمت الفتوحات التي بدأت في عهد أبي
بكر رضي الله عنه، وكسرت شوكة الروم، وزالت دولة الفرس نهائيا من الوجود.
ففتح العراق، والشام، ومصر، والجزيرة، وديار بكر، وأرمينية، وأرانيه،
وبلاد الجبال، وبلاد فارس، وخوزستان، وغيرها.
ونظم الخراج و ديوان الجند واهتم
بالقضاء والقضاة.. وهو أول من سمي بأمير المؤمنين، وأول من اتخذ التاريخ
الهجري ، وأول من جمع الناس على قيام رمضان، وأول من دون الدواوين في
الدولة الإسلامية. وأدر عمر العطاء على الناس، وجعل نفسه بمنزلة الأجير
وكآحاد المسلمين في بيت المال.. كان عمر - رضي الله عنه - يتمنى الشهادة
في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل
موتي في بلد رسولك وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه
أبو لؤلؤة المجوسي عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء
لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وهو ابن ثلاث
وستين سنة. دفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين، بجوار قبري
النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر رضي الله عنه....