م
رحلة
المراهقة فترة شائكة وحساسة خاصة للفتاة المراهقة , فبمجرد بلوغ الفتاة وظهور علامات الانوثة لديها تقع الفتاة
المراهقة فى
عدة صراعات نفسية فهى بين الحاجة الى الاستقلال وتكوين الشخصية والذات
وبين الرغبة فى المعرفة والمساعدة لضيق خبراتها الحياتية , ولان الام من
المفترض ان تكون هى اقرب شخص للفتاة فى هذة المرحلة الحرجة لأنها مرت بنفس
تلك المرحلة، وهي من نفس الجنس، إضافة إلى أن الفتاة ترتاح لأمها أكثر من
الأب دون خجل أو تحفظ على المواضيع والقضايا التي تواجهها لذا كان لابد ان
نلقى على اذان اسر المراهقات وخاصة الامهات بعض النصائح فى كيفية التعامل
مع
المراهقة واحتوائها.
- لا شك أن الفتاة حين تمر بمرحلة المراهقة فهي الأحوج إلى الأم
التي تساعدها في حل المشكلات التي تواجها، وتفسر لها التغيرات التي طرأت
عليها، إضافة إلى وضعها المزاجي والنفسي والاجتماعي، وللأسف فإن ما يحصل في
عصرنا الحالي بدأ يظهر بشكل معاكس، فبدلاً من أن تتقرب الفتاة من والدتها
وتعتبرها صديقتها الأولى، بدأت تهرب منها وتبحث لها عن شخص آخر خارج إطار
الأسرة لتبادله المشاعر، وتفرغ له مكنوناتها الداخلية، وكأن الفتاة في
مجتمعاتنا العربية بدأت تنأى نحو سلوك الفتاة الغربية في الخروج عن إطار
الأسرة، والتحرر في سن البلوغ واتخاذ القرارات الخاصة والاستقلال الكامل
والحرية المطلقة.
- لا نريد أن نلوم هنا
الفتاة فقط بالدرجة الأولى على هذا التصرف الخاطئ والخطير، بل إن الأسرة مشتركة
فيه بوعي أو بدون وعي، فالبيئة الكابتة لتفكير الفتاة والضاغطة قد تكون سبب
من اسباب هروب الفتاة المراهقة بعيدا حيث النصح والارشاد من اصدقاء السوء .
- الفتاة فى فترة المراهقة قد تحتاج إلى إجابات صريحة وواضحة وليست إبر مخدرة ومسكنة، وإذا لم تجد الفتاة هذه الإجابات الشافية، فلا شك أنها ستبحث عن البديل والذي يكون خارج المنزل، وبالتالي الابتعاد عن العائلة والأم خاصة، وبدلاً من أن تصبح الأم هي العنصر المساعد لابنتها أصبحت عنصراً منفراً لا يستطيع استيعاب كل تطلعات هذه الفتاة وتفهم حاجاتها، ومراعاة المرحلة العمرية التي تمر بها، خاصة إذا علمنا أن مرحلة المراهقة هي مرحلة التمرد وتبلور الاتجاهات والمعتقدات وتفحص اتجاهات الآخر، والخروج عن إطار الأسرة إلى إطار الصحبة من نفس المرحلة العمرية.