كيف نعلم أطفالنا الحب
يجب ان تصادقى اطفالك
مجموعة من أصعب اللقطات التي يمكن أن تراهم الأطفال.. فهم
يتعلموا بعضها من الأهل والبعض الآخر من الأطفال الذين يختلطوا بهم في
الحضانة أو في المدرسة أو أبناء الجيران وهي مشكلة ليست سهلة لكن معها في إعادة تأهيل
هؤلاء الأطفال وتقوية سلوكهم بطريقة علمية حيث يقع العبء الأكبر في هذه
المسئولية على الأم.
ولأنها اختارت أن
تكون أم دون أن يفرض أحد عليها هذا الدور، فوجب أن تكون دقيقة الملاحظة في تربية أطفالها وعلى درجة كبيرة من الوعي
والثقافة في تحديد نوعية شخصيتهم حتى يمكنها إتباع الأسلوب الإيجابي في بلورة هذه
الشخصية إلى الأفضل.. فكلما أدركت ذلك مبكراً أمكنها توجيه طفلها وعلاجه
وتغيير عاداته السيئة
وضمنت أن تنمو شخصيته نمواً صحيحاً.
يساعدنا كلا من د.
فكري عبد العزيز استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب ود. نهلة السيد أستاذ
الطب النفسي بجامعة عين شمس، في تحديد ملامح الأطفال الذين يعانون من
اضطرابات سلوكية، كخطوة لمساعدة أمهاتهم على علاجهم وتعديل سلوكهم
الطفل السارق
في بيتنا لص عبارة
يطلقها أفراد الأسرة التي تعاني بأن أحد أطفالها سارق، وهو طفل يريد
الاستحواذ على أشياء ليست ملكًا له دون وجه حق، وهي سلوك يعبِّر عن حاجة
نفسية لدى الطفل تحتاج إلى إشباع، وقد تبدأ السرقة لدى الأطفال بصورة واضحة
في المرحلة العمرية من سن 4 : 8 سنوات، والطفل في هذه السن عندما يسرق
يفعل ذلك بشكل عفوي أو تلقائي؛ لأنه لم يصل إلى مرحلة النضج العقلي أو
الاجتماعي الذي يجعله يميز ما يملكه، وما يملكه الآخرون، أما إذا استمرت
السرقة لدى الطفل في المرحلة العمرية من سن 10 : 15 عامًا؛ فإنه يُعدُّ
سلوكًا مرضيًّا ومشكلة نفسية تحتاج إلى معرفة أسبابها وضرورة علاجها.
هناك العديد من
الأسباب التي تؤدي إلى قيام الطفل بالسرقة ومن أهمها الجهل بمعنى الملكية،
فالطفل عندما تمتد يده لسرقة لعبة أخيه أو زميله في المدرسة، لا يفعل ذلك
بدافع السرقة، فهو يعتقد أن ما فعله ليس أمرًا مشينًا ولا مذمومًا؛ لأن
نموه العقلي والاجتماعي لا يمكنه من التمييز بين ماله وما ليس له، ومثل هذا
الطفل لا يمكننا اعتباره سارقًا.
كما أن الغيرة
والانتقام أحد دوافع الطفل للسرقة مثل أن يسرق والده لأنه صارم وقاسٍ في
معاملته له، والسرقة هنا انتقامية، وقد يسرق الطفل زميله في المدرسة لأنه
يغار منه؛ لأن زميله طفل متفوق ومشهود له بالخلق الحسن.
الخوف من العقاب
والتخلص من مأزق هما أحد أسباب أخرى للسرقة، ففي بعض الأحيان يفقد الطفل
إحدى لعبه، أو إحدى أدواته المدرسية؛ فيخشى من إخبار والديه خوفًا من
عقابهما له وقيامهما بضربه، فيلجأ الطفل للسرقة ليشتري لعبة أخرى شبيهة
باللعبة التي فقدها.
ويعتبر الفقر
والحرمان من أهم أسباب السرقة لدى الطفل بسبب فقر أسرته أو بخل والده
الشديد، فيسرق الطفل إما لشراء طعام يشتهيه، أو يسرق ليشتري لعبة هو محروم
منها، وقد يسرق في بعض الأحيان لإشباع هواية لديه؛ فقد يسرق لتأجير درَّاجة
يركبها، أو لمشاهدة فيلم في السينما، أو لدخول مدينة الملاهي للاستمتاع
باللعب الموجودة فيها.كما أن التقليد والمحاكاة في بعض الأحيان تجعل الطفل
يلجأ للسرقة، خاصة إذا نشأ الطفل في بيئة إجرامية يعمل فيها كل من الأب
والأم باحتراف السرقة، وقد يلجأ الطفل للسرقة تقليدًا لأصدقائه رفقاء
السوء.
حب الاستطلاع
والاستكشاف لدى بعض الأطفال يكون دافع للسرقة، مثل الأم شديدة الحرص بصورة
مبالغ فيها في الحفاظ على الأشياء الغالية والرخيصة، فيندفع الطفل لمعرفة
ما تقوم بإخفائه عنه، والعبث به أو سرقته والحل يكون في النصائح التالية:
1 - خلق شعور
الملكية لدى الطفل منذ صغره، وذلك بتخصيص دولاب خاص به، يضع فيه أدواته
وملابسه ولعبه.
2 - على الوالدين
إفهام الطفل حقوقه ووجباته، وأن هناك أشياء من حقه الحصول عليها، وأشياء
ليس من حقه الحصول عليها، وتعليمه كيفية احترام ملكية الآخرين.
3 - إشباع حاجات
الطفل المتعددة والضرورية من مأكل وملبس وأدوات ولعب.
4 - عدم معايرة
الطفل أمام إخوته أو أصدقائه في المدرسة في حالة السرقة، وعدم مناداته أمام
الآخرين: "يا لص.. يا سارق"، وعدم عقابه أمام الآخرين؛ حتى لا تدمر صحة
الطفل النفسية، فيرجع للسرقة؛ انتقامًا لمعايرته .
5 - غرس خلق
الأمانة في نفوس الأطفال؛من خلال الأسرة والمدرسة
6 - مساعدة
الوالدين للطفل على حسن اختيار رِفاقه وأصدقائه، فقد يكون الطفل بيقلد أحد
زملاء المدرسة أو أحد أصدقائه من الجيران.
7- تقديم العاطفة
والآمان بالقدر اللازم أكثر من المعتاد لفترة زمنية طويلة.
8- قضاء أكبر
وقت ممكن مع الطفل ومشاركته العديد من الأنشطة المشتركة: رسم والتلوين
والرحلات.
الطفل الكاذب
الأطفال يكذبون لأن
الصدق قيمة أخلاقية يتم تعلمها من خلال التنشئة الاجتماعية. كما أنهم لم
يدركوا الفرق بين الحقيقة والخيال الخصب الذي يتمتعون به في هذه السن
الصغيرة مما يجعلهم يخلطون بين الواقع والخيال، بل إن جزءا كبيرا مما يرويه
الطفل يستقيه من أحلامه التي يراها وهو نائم، فنجده يحكى عن مواقف
ومغامرات
هناك أنواع من
الكذب تبعا للدراسات والأبحاث الاجتماعية في مجال الطفولة، منها الكذب
الخيالي وهو وسيلة للتسلية، وأحيانا يكون تعبيرا عن أحلام الطفل لأن
الأفكار تختلط في ذهنه ولا يفرق بين الحقيقة والخيال، والكذب الالتباس حيث
يلتبس عليه الأمر لتداخل الخيال مع الواقع كأن يتقمص شخصية لبطل قصة خرافية
سمعها من أحد أفراد الأسرة، وكذلك الكذب بهدف الاستحواذ على الأشياء نظرا
لمعاملة الوالدين له بقسوة، فيحاول سرقة النقود أو اللعب مع إنكار ذلك،
ويمكن أن يكذب انتقاما من أحد الأشخاص لتوجيه اللوم له كأن يزعم أن أخاه
أخذ لعبته، وهناك كذب الخوف ويسود في الأسر التي يغلب عليها طابع القسوة
وهناك مجموعة من النصائح لعلاج كذب الأطفال:
الكذب قبل سن
الرابعة يعد أمرا طبيعيا فهو نوع من القصص الخيالية لا يتطلب علاج ولا داعي
للقلق منه.أما العلا بعد هذا السن فيتمثل في.
1- يجب أن نحدث
الطفل عن أهمية الصدق كفضيلة دينية واجتماعية ينبغي عليه التحلي بها .
2- بحث الدوافع
والحاجات النفسية التي تدفعه للكذب، والعمل على حلها.
3- اللجوء إلى
العقاب والتهديد لعلاج الكذب أسلوب خاطئ.
4- يفضل أن يبدأ
العلاج بالبيئة المحيطة به وبتحسين أسلوب المعاملة.
5- تجنب الكذب في
جميع المواقف خاصة أمام الأطفال.
الطفل العنيد
عناد الطفل هو أحد
وسائل التعبير عن احتياجاته النفسية، فالطفل يلجأ للعند لجذب الانتباه أو
للتعبير عن الرفض أو القلق أو لمواجهة التوتر، والعند وسيلة للتعبير عن عدم
الرضا، وعادة تتهم الأم طفلها الصغير بالعناد رغم أن المعروف أن الطفل قبل
الوصول إلى 12 سنة لا يقصد العند ولكنه يرفض نصائح الأبوين لجذب انتباههم
فقط. وعادة نجد الطفل العنيد هو الذي يجبر أمه على الرضوخ لمطلبه بالبكاء و
الصراخ باستمرار حتى يحقق له المحيطين ما يريد، فهو يستخدم البكاء للتأثير
والضغط العصبي عليهم.
وقد يكون سبب عناد
الطفل مرضى لوجود توتر في القشرة المخية وكهربية زائدة تحتاج لعمل فحص
لأنسجة المخ. كما أن العند يمكن أن ينشأ نتيجة لقلة الإمكانيات الذهنية
للطفل، وبذلك يكون العند غير مقصود. ويظهر عناد الطفل في عدة حالات منها
ضغط الأم على طفلها في الاستذكار لساعات طويلة فقد يؤدي ذلك إلى رفض
الدراسة.
وإليك 8 نصائح للتخلص من عناد طفلك:
1 -عرض الابن على
أحد أطباء الصحة النفسية لمعرفة أسباب العند وهل هي أسباب عضوية أم نفسية،
من خلال عمل الفحوص اللازمة، وعمل بطاقة تخطيط سيكولوجى، واختبار ذكاء
للكشف عن القدرات العقلية للطفل
2- ينبغي على
الآباء عدم استخدام العنف وعدم التعامل بعصبية مع الطفل العنيد.
3- عدم الاستجابة
لما يريده الطفل وهو في ثورته وحالة عناده.
4- استخدام الأم
لأسلوب المكافأة مع الطفل يؤدى إلى التخلص من عناده وطاعتها والقيام
بالسلوك المطلوب .
5- وينبغي على
الآباء الاستماع لأبنائهم باهتمام وعدم إهانتهم أو التقليل من قيمة أفكارهم
وتساؤلاتهم.
6- وينبغي على
الآباء الاستماع لأبنائهم باهتمام وعدم إهانتهم أو التقليل من قيمة أفكارهم
وتساؤلاتهم
7- تحتاج الحالة
إلى بعض العلاجات الدوائية للمساعدة على تواجد العلاقة الأسرية الصحية .
قلة الذكاء والاستيعاب
تشكو كثير من
الأمهات بقلة استيعاب طفلها وعدم التركيز في دروسه لدرجة أنهن يقارن بينه
وبين أخوته أو زملائه، دون أدنى محاولة لفهم أسباب مشكلة التعثر الدراسي التي ترجع لأربعة أسباب
رئيسة هي عوامل جسمية، ونفسية، وأسرية ومدرسية·
فالعوامل الجسمية، مثل قصور بعض أعضاء الجسم أو الخلل في وظائفها يؤدي إلى تعثر
الطالب الدراسي مثل اضطراب عمل الغدد، وخلل الجهاز العصبي، والتهابات داخلية،
وضعف السمع أو البصر وغيرها من الأمراض والحوادث، فالضعف الجسدي ومرضه يؤثر
تأثيراً مباشراً على قدرات الطالب على تلقي العلم واستيعابه·
وعوامل نفسية مثل الاستعداد للقلق والشعور بالنقص وبالذنب والاتكالية،
والعدوانية، تجعل الطفل قليل الثقة بنفسه عاجز عن تحمل المسؤولية.
والأسرة هي العامل الثالث، فالطفل المتعثر دراسياً هو ضحية
أسرته لأنها إما أن تكون قد خلقت له المشكلات أو أسهمت في خلقها وتنميتها.
أما العامل الرابع
فهو المدرسة، فقسوة المدرِّس وجفاؤه وتحقيره للطفل واهانته وإهماله، ومقارناته غير العادلة بين
التلاميذ، وتفضيل تلميذ على آخر، وهذا يجعل التلميذ يشعر بعدم الثقة في نفسه وفي
المدرسة.
ولتنمية ذكاء الطفل تنصح الأم:
1- العلاج الطبي، بعرض الطفل على الطبيب لمعالجة
الأسباب الجسمية مثل معالجة الأذن إذا كان الطفل يعاني من ضعف في السمع أو عمل نظارة طبية لحل مشكلة
النظر، لذا لابد من فحص الطفل طبياً والتأكد من سلامته جسمياً.
2- لابد أن يعرض
الطفل على مختصين آخرين، أهمهم المتخصصون النفسيون لإجراء تقويم للطفل
من خلال اختبارات الذكاء المقننة.
3- تشجيع على تنمية
مواهبه في النشاطات المدرسية.
4- عدم الإفراط في
تدليل الطفل وحمايته، بل تركه ليتحمل مسؤولية نفسه..
5- أن يتفهم
الوالدان أن هناك ما يُسمى بالفوارق الفردية بين الأبناء، فلا يقارن الأب أو الأم أحد
أبناهما بالآخر
الطفل العنيف
يعد علماء النفس
مشاهدة لقطات العنف على شاشات التلفزيون أحد الأسباب الرئيسية لانتشار
ظاهرة العنف عالمياً ويدل على صحة ذلك أن الدول والمجتمعات التي لم تكن
تعرف هذا النوع من الأفلام المرعبة كانت في منأى عن الجريمة بالشكل الذي
آلت إليه في الوقت الحاضر.
وعادة الطفل العنيف يحظى بميزات من قبل المحيطين به وهذا خطأ،
فدائماً يٌحسب له حساب، بأنه طفل عنيف ويجب تلبية رغباته، وبالتالي يتقرر لا
شعورياً لدى الطفل بأن العنف والغضب يُحقق له ما يريد.. وهكذا ينمو الطفل وفي
داخله فكرة بأن العنف هو الحل لأكثر المشاكل.
العلاج السلوكي
يٌساعد كثيراً في علاج نوبات الغضب والعنف، خاصةً إذا تم تدارك الأمر من بدايته، أي من الصغر في مرحلة
الطفولة.
تنصح الأمهات التي يعاني طفلها من العنف بما يلي:
1-ينصح بضرورة مساعدة الطفل على ممارسة الألعاب
الجماعية.. فهي من أفضل الوسائل التي يمكنها ان تخفف من العنف لديه فهي تعتبر أيضا
وسيلة لتنشئته على حب التعاون والثقة في الآخرين وتكسبه الشعور بالمسئولية تجاه الغير.
2- وسيلة أخري ينصح لكل أم تريد أن تتغلب على طفلها العنيف هي أن تقوم بإهدائه مثلاً عصفوراً أو كلبا أو قطة أليفة
يختارها ويشرف بنفسه على رعايتها وتلبية احتياجاتها فهذا يجعله يتحول إلي طفل وجداني يشعر بالألفة والثقة والتعاطف وتبدأ ثقته
بالناس تزداد وتدفعه للتعاون مع الآخرين بأمان وعطف.
3- إذا حاول تكسير
أشياء في المنزل فيجب عقابه بالطريقة الأفضل من نظر الوالدين بحرمانه من قضاء وقت مع أصدقائه أو
حرمانه من شراء لعبة جديدة، وإنه في حالة سيطرته على غضبه فإنه سوف يكافأ بجائزة
يحبها.