الأخلاق الضائعة
أجمل
الله تعالي وصف نبيه الكريم في قوله تعالي: وإنك لعلي خلق عظيم, وأجمل
نبيه وصف رسالته وسبب مبعثه في قوله صلي الله عليه وسلم: إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق,لهذا انطلقت إلي عنان السماء شعوب أخذت بالأخلاق علي
غير قول لا إله إلا الله, وأخلدت أخري إلي الأرض ذرت الأخلاق وراء ظهورها
وهي تنطق الشهادتين, وتحسن ختام كل صلاة.
كانت الأخلاق علما علي ثورتنا ودليلا عليها, فقام لها العالم إكبارا,
وطالب حكامه شعوبهم بالاقتداء بالمصريين والتعلم منهم, ثم مضت بنا الأيام
في خريطة طريق وعر, فإذا بمحاسن الأخلاق تذبل شجرتها, لتخرج مكانها شجرة
طلعها منكرات الخلق وقبيحه, وكأن الناس قد ظنوا أن الثورة كما أسقطت شرعية
النظام وشرعية كل شيء كان قائما, فإنها تسقط أيضا شرعية الأخلاق, ونسوا أن
بقاءهم رهن بالأخلاق, وأنه إذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
ضاع الفضل بين الناس في اختلافهم, فتطاول الصغير علي الكبير, والقليل علي
الكثير, رأينا نصف الشعب يرمي نصفه الآخر بالعمالة والخيانة لأنه انتخب غير
مرشحه, ورأينا علي الفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي ورأي العين شبابا
يلوحون بالأيدي والأصابع في وجه شيوخ في أمثال عمر آبائهم لأنهم خالفوهم
الرأي, يغلظون لهم القول, وينعتونهم بأبشع الصفات, ورسول الله قال: من لم
يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فليس منا.
بل رأينا الفتي باسم الثورة يرمي عمه بالسوء علي رءوس الأشهاد, لأنه رأي
ما لم يره إياه, وكان الآباء خطا أحمر عند العرب بدأ بهم الله تعالي قبل
الأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال والتجارة والمساكن في قوله
تعالي: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأمول
اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله
ورسوله...( التوبة24), وقال الرسول لرجل مستعبرا: أنت ومالك لأبيك,ولم
يصاحب المسلمون آباءهم الكافرين إلا بإحسان وأدب في القول والعمل, فمن أين
أتي هجين الثورة بأخلاقهم؟
{{ قضية الأخلاق الضائعة يفجرها د.يحيي نور الدين طراف في هذه الرسالة القديمة.. ونحن نفتح باب المناقشة حولها.نقلا عن بريد الأهرام نرجوا أن تشاركونا بأرارائكم