قالت دراسة علمية ان قرد الشمبانزي يتعامل مع الموت بنفس الطريقة تقريبا التي يتعامل بها الانسان معه.
فقد قام علماء في اسكتلندا بتصوير مجموعة من قردة الشمبانزي وهي تمسد وتلاطف انثى مسنة ميتة، حيث ظلت ….
تلك القردة في حال اشبه بحالة الحزن والقنوط لعدة ايام بعد موتها.
ويقول اندرسون ان “العلم اثبت ببراهين قوية ان الحدود التي تفصل
الانسان عن باقي المخلوقات ليست واضحة المعالم كما يعتقد الكثير من الناس،
وان الوعي بالموت هو مثلا ظاهرة شعورية نفسية”.
وكان القائمون على حديقة حيوانات في مقاطعة سترينلغشير الاسكتلندية قد
ثبتوا كاميرات تصوير لمراقبة وتوثيق موت تلك القردة المسنة المريضة، واسمها
بانسي، والتي وصل عمرها الى خمسين عاما.
ولاحظوا خلال الايام السابقة لموتها ان باقي اعضاء القطيع من القرود
كانوا قد خففوا من ضوضائهم ونشاطهم المعتاد على نحو لافت، وظلوا معها طوال
الليل، وهم يمسدوها ويتلطفون معها على نحو غير عادي.
وبعد موتها ظلت ابنتها الى جانبها طوال الليل، على الرغم من انها لم تنم اطلاقا في المكان الذي ماتت فيه امها.
كما لوحظ ان القطيع بكامله ساده الوجوم والسكون والهدوء لعدة ايام، وكان
الجميع يتفادى الاقتراب من المكان الذي ماتت فيه بانسي، وظلوا ساعات طويلة
وهم يمسدون ويتلطفون مع بعضهم.
وفي الدراسة الثانية التي اشرف عليها علماء من جامعة اكسفورد لوحظ ان
انثيين من امهات الشمبانزي التي تعيش في البرية في غينيا كانتا تحملان
معهما جثث طفليهما الميتيين اينما ذهبتا، بل ان احداهما احتفظت بجثة طفلها
معها لنحو عشرة اسابيع.
ويقول العلماء ان هذا السلوك سجل مرة واحدة في المحمية الطبيعية في غانا في عام 1992، وان القردة ربما تعلمته من تلك الفترة.
وخلال تلك الفترة كانت جثث صغار القردة تتحنط تدريجيا مع الوقت، في وقت
استخدمت فيه الامهات ادوات لابعاد الذباب والحشرات عن جثث صغارها.
وتقول الباحثة دورا بيرو ان “ملاحظتنا تؤكد على وجود رابط قوي جدا بين
الامهات وصغارهن، يمكن ان يستمر، وهو الامر المفاجئ، حتى بعد موتهم”.