عدد الرسائل : 5622 نقاط : 8694 تاريخ التسجيل : 06/01/2008
موضوع: شهر رمضان فى مورتانيا الثلاثاء أغسطس 09, 2011 9:06 am
[size=29]شهر رمضان فى مورتانيا
مع بداية الشهر رمضان المبارك يقوم معظم الموريتانيين في الأيام الأولى للشهر بحلق شعر الرأس تيمنا بما تقول الذاكرة الجمعية للموريتانيين القدامى «إن الحلق ضروري حتى ينبت لكل شخص شعر رمضان». وتحمل عادات الشهر المبارك مسحة دينية واضحة للعيان إذ يعمد كل في موقعه إلى الظهور بمظهر محتشم أكثر انسجاما من أي وقت مضى مع ما
يتطلبه رمضان من احترام ورحمة وعطف. وعلى صعيد مائدة الإفطار تنقلب العادات الغذائية رأسا على عقب ويتغير فن الطهي لتمتزج الأصالة بالمعاصرة حيث تدخل الأطباق الأجنبية مثل أشكال الحلويات المغربية المطعمة بالسكريات والسوائل المختلفة التي تزين طبق الإفطار إلى جانب الوجبات التقليدية مثل «اللحم المشوي» و«الكسكسي».
وهناك من العادات والشعائر ما يحييها شهر الصيام بعد أن كاد انشغال الناس بأعمالهم والسعي وراء لقمة العيش يأتي عليها، مثل صلة الرحم وعيادة كبار السن والمرضى والمعاقين. فيقدم رمضان فرصة نادرة للموريتانيين للتواصل ببعضهم البعض وإحياء عادة زيارات الأقارب وصلة الأرحام خاصة بعد الإفطار وبعد صلاة التراويح.
ويقول محمد الأمين ولد أحمد، إمام مسجد «بدر» شمال العاصمة نواكشوط «رمضان فرصة نادرة تعيدنا إلى رشدنا وتذكرنا بزوال الدنيا وبحتمية الآخرة وبأهمية التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقير». ويؤكد محمد فاضل ولد عبده وهو رجل أعمال أن حلول شهر رمضان «يدفعني الى صرف المال والإنفاق في العمل الخيري كإقامة موائد الإفطار في الأحياء الفقيرة وفي المساجد والمدارس القرآنية».
ويرى سيد أحمد ولد ميسرة، وهو كفيف طاعن في السن، أنه «لولا شهر رمضان لقتلنا طمرا في رمال موريتانيا». ويضيف «نشعر في رمضان وكأننا بعثنا أحياء». أما على الجانب الرسمي، فتشارك الحكومة الموريتانية في إحياء عادات رمضان، خاصة في الجوانب المتعلقة بالوعظ والإرشاد الديني والإفتاء والتكافل الاجتماعي والاقتصادي. وهنا تقوم وزارة الإعلام عبر الإذاعة والتلفزيون بتنظيم سلسلة برامج دينية للإفتاء والوعظ يشارك فيها علماء وأئمة ودعاة معروفون، فيما تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بتنظيم عمليات «إفطار الصائمين» كل عام. وتشمل هذه تقديم وجبات الإفطار وتوزيع المواد الغذائية الأساسية لإفطار الصائم على المساجد والمدارس القرآنية في نواكشوط وفى الولايات الداخلية. ويستفيد من هذه العملية هذا العام تسعمائة مسجد في نواكشوط وقرابة ألفي مسجد ومدرسة قرآنية في المحافظات وتشمل المواد الغذائية الموزعة اللبن والسكر والتمر والأرز. وتبلغ حصة كل مسجد ومدرسة ثمانمائة كيلوغراما من مختلف مواد إفطار الصائم.
ومن جهتها تقوم وزارة التجارة بتنظيم مشروع «بيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة» للصائمين طوال شهر رمضان المبارك. كما تشمل أيضا افتتاح محال لبيع المواد الغذائية بهدف توفير المواد الغذائية للمواطنين وبأسعار مخفضة. وأكد وزير التجارة الموريتاني في هذا الصدد أن الهدف من افتتاح هذه المحال في العاصمة والولايات الداخلية هو«لتمكين المواطنين من صيام رمضان في ظروف جيدة وتوفير احتياجاتهم بأسعار مخفضة تراعي القوة الشرائية لمختلف المواطنين». [/size]