لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت صاحب ضمير حي , فلا تهن ولا تحزن
الضمير هو الشيء الوحيد الذي لا ينام ( بالرغم ممّا نراه اليوم من ضمائر ميتة وليست نائمة فقط ) ويقال إن الضمير
لا يحول أبدا دون إرتكاب الخطيئة ولكن يمنع من التمتع بها , بين الفعل والتمتع بالفعل شعرة .. هنا يكون الضمير على المحك
ويكون في تلك اللحضة في ذروة الإستعداد النفسي لإدراك الخبيث من الطيب من الأعمال والأقوال والأفكار , والتفرقة بينهما
واستحسان الحسن واستقباح القبيح , فالضمير هو الذي يجعلنا نميّز ونحن في كل ذلك الخضمّ .
وهو في الإنسان منذ مولده , ولكل صاحب ضمير حي ذو صلة بربه قدر من الحصانة
والتقوى تكون بمثابة صمّام أمان للإنسان تدفعه نحو إختيار الحسن من الأعمال
.
الضمير الحيّ عصيّ على كل الإغراءات , وحتى إن واجهنا صموده بعزلة أوقناع أو إعتقدنا أن لا أحد يرانا أو يراقبنا
فإن الطبيعة القدسية للضمير الحي تنبهنا دائما الى أنّنا أمام ضمير لا يهدأ .
أخي وأستاذنا الكريم عامر العظم , قصرت مداخلتي بالتحدّث على الضمير الحيّ
دون التطرق الى نقيضه , لأن من ماتت ضمائرهم لن يستحقوا منا أن نغدق عليهم
قطرة حبر واحدة هنا , وإني أقول وبعد الذي لمسناه من شدة معاناتك تجاه هذا
الواقع , أنك كنت وستبقى الضمير الحي لهذا الصرح الناضح بآلام أمتنا
ومستضعفيها ومظلوميها في كل مكان , ويكفيك
فخرا أنك أوقدت في الكثير من الضمائر جذوة الرفض للقهر والظلم والإستبداد , وعلّمتنا كيف نشق عصا الطاعة على كل
عتاة التنكيل بكرامة الإنسان وإنسانيته .
نشعر معك وجنبا الى جنب بوطأة المعاناة , خاصة في هذه الظروف بالغة التعقيد
, ولكننا بالرغم من كل ذلك نؤمن كأشد ما يكون الإيمان بأنك صاحب ضمير حي ,
وأنك بالغ من خلاله ماتريد بإذن الله , حتى وإن إشدت عليك مخاضات الآلام
في بعض الأحيان , أوأرهقتك معارك الحياة مع بائعوا الذمة وفاقدوا الضمير .