سوزان مبارك: المرأة استطاعت تحطيم الحواجز
أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس ورئيسة ومؤسس الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام أهمية تحريك قضية المرأة الافريقية التي تعاني من الصراع والعنف من خلال الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.
لتنفيذ قرار مجلس الأمن1325 الذي نحتفل بمرور عشر سنوات علي اصداره والمتمثل بتفعيل دور المرأة في صنع السلام. واستشهدت السيدة قرينة الرئيس في كلمتها أمس في افتتاح منتدي الحوار السياسي الافريقي حول المرأة والسلام والامن الذي تنظمه الحركة علي مدي ثلاثة أيام بالتعاون مع مركز القاهرة, لاقليمي للتدريب علي تسوية النزاعات وحفظ السلام في أفريقيا وصندوق الامم المتحدة الانمائي للمرأة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي للمرأة بكلمات السيد كوفي عنان السكرتير العام الاسبق للأمم المتحدة بأن العالم لم يعد يسعه أن يتحمل تجاهل التجاوزات التي تتعرض لها المرأة والطفل في ظل الصراعات المسلحة ومابعدها وتجاهل اسهامات المرأة في تحقيق السلام.
وأشارت السيدة سوزان مبارك الي أنه مع أهمية الاحتفال بالذكري العاشرة لصدور قرار مجلس الأمن1325 لابد من تقييم ماتنفذه من بنود هذا القرار خلال السنوات العشر الماضية ودعت المنتدي الي تقييم الموقف علي المستوي الاقليمي ودراسة كيفية تفعيل القرار.
وقالت علينا ان نتساءل كيف يمكن للنساء نقل القيم والاخلاقيات الايجابية لاطفالهن ولاجيال المستقبل علي الرغم من حرمانهن من حقوق الانسان والكرامة وكيف لهن ان يقدمن التغير الايجابي وهن تعانين من الجوع ونقص التعليم.
تحطيم الحواجز
وأكدت أن النساء في البلاد التي اجتاحتها الصراعات استطعن تحطيم الحواجز لاجراء المصالحة والتفاهم وتهيئة فرص الحوار والتعاون وتعدد آليات جديدة لمنع الصراعات. وأوضحت أن النساء لديهن قدرة هائلة علي التكيف اثناء أوقات الصراع العصيبة واعادة الاعمار بعدها وهن لا تفكرن في انفسهن باعتبارهن ضحايا بقدر ماتبحثن عن سبل ووسائل للبقاء وحماية المحيطين بهن.
المرأة الأفريقية صانعة السلام
وأكدت السيدة سوزان مبارك ان المرأة الأفريقية قد اثبتت نفسها مرارا وتكرارا واستحقت لقب صانعة السلام تقديرا لمتابعتها في الحروب والظروف الصعبة.
وأشارت الي ان قرار مجلس الأمن1325 لم يصدر فقط لحماية المرأة في الصراعات وانما يعتبر بمثابة الاعتراف بدورها في صنع السلام والأمن.
وأكدت انه تكريم لهؤلاء النساء اسسنا الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام بهدف دعمهن في المحن معتزين بمشاركتهن وتجاربهن الشجاعة ومساعدتهن في تحقيق أحلامهن من أجل مستقبل أفضل.
ورش لتمكين المرأة
وقالت السيدة قرينة الرئيس ان الحركة نظمت العديد من الموائد المستديرة والحلقات الدراسية وورش العمل علي المستويات القومية والاقليمية بهدف تمكين المرأة وتهيئة فهم أفضل لهذا القرار واكدت علي تنفيذه.
واكدت السيدة سوزان مبارك انه من خلال تجربتها الشخصية تري ان التطبيقات الحقيقية تتطلب مضاعفة الجهود لتهيئة بيئة مواتية تضمن احترام القانون وتستثمر الجهود في تعليم المرأة ورعايتها من الناحية الصحية وزيادة دخلها وتعتبر كلها متطلبات اساسية لعملية تمكين المرأة. وشددت علي ضرورة التصدي لتهميش المرأة وزيادة الوعي والقبول الاجتماعي لدور النساء الحيوي بأعتبارهن شركاء لايمكن الاستغناء عنهن في التطوير والعمل علي توصيل أصواتهن لمنع الصراعات وتعزيز السلام. ودعت السيدة قرينة الرئيس شركاء التنمية الدوليين الي التحرك لما وراء التعبير عن النوايا والتعهدات والقيام بحركات ملموسة لتوفير مساعدة مادية يمكن الاعتماد عليها في التوقيت المناسب.
حشد الموارد
كما دعت الحكومات الوطنية الي ضرورة حشد الموارد المالية والبشرية المستدامة واشراك المجتمع المدني في هذه الجهود مما يساعد في تنفيذ القرار1325 علي أرض الواقع.
وأشادت بعمل صندوق الأمم المتحدة الانمائي للمرأة في هذا الشأن معربة عن سعادتها بدعم اليوم العالمي للقضاء علي العنف ضد المرأة الذي يوافق الخامس والعشرين من هذا الشهر.
وأكدت السيدة سوزان مبارك أنه منذ تأسيس الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام كان من أهم أهدافها محاربة العنف بكل اشكاله بمافي ذلك التحدي المعقد للاتجار بالبشر.
الاتجار بالبشر تهديد للحياة
وأشارت إلي أن الغالبية العظمي تعي أن الاتجار بالبشر يعد من أكثر الانتهاكات خطورة وازعاجا لحقوق الإنسان في عصرنا الحالي, وهو يمثل عقبة هائلة أمام حريتنا وتهديدا للحياة الآمنة والسلام. ولفتت إلي أن الاحصائيات تشير إلي أن الاتجار بالبشر يتزايد بصورة مأساوية خلال الصراعات وما بعدها مستهدفا علي وجه الخصوص النساء والأطفال. وقالت إن الحركة تعمل بقوة مع شركاء كثيرين للتصدي لهذه القضية.
النساء يؤثرن السلام
وأوضحت السيدة قرينة الرئيس أن شعار الذكري العاشرة لصدور قرار مجلس الأمن1325 هو النساء تؤثرن في السلام يمس بشكل جوهري موضوعنا فالنساء تتقن للسلام لأن ما تقمن به من أحوال يؤثر ايجابيا في صنعه وهن مصدر الحماية لعائلاتهن ومجتمعاتهن. كما أنهن تواقات للسلام لأن قارتنا في حاجة إليهن أكثر من أي وقت مضي لتحقيق السلام طويل الأمد لشعوبنا وأجيالنا المقبلة.
أولوية للسلام
وأوضحت أن قارتنا مازالت تواجه العديد من التحديات إلا أن هناك حركة متنامية في كل القطاعات تعمل لأحداث تغيير ايجابي, ومشيرة إلي أن السلام يمثل أولوية لنا جميعا فهو من متطلبات التنمية والرخاء والطريق إلي التقدم. وقالت السيدة سوزان مبارك إن هذا الهدف هو ما نعمل جاهدين لتحقيقه في مصر مع إيماننا بأن وجود منهج أفريقي موحد يمكن أن يقدم أفضل السبل نحو السلام والأمن في منطقتنا.
وأشادت بمبادرة الاتحاد الأفريقي باطلاق عقد للمرأة الأفريقية في القمة الماضية باعتبارها خطوة متقدمة تجاه الدفاع عن حقوق المرأة في القارة.
الاحتفال دفعة لتنفيذ الالتزامات
وأضافت أننا نحتفل بعام الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن2010 الذي سيعطي زخما إضافيا لمجهود السلام والأمن في أفريقيا ويعطي دفعة لتنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الدول الأفريقية.
مناهج للعمل
ونوهت إلي أن هذا المنتدي يوفر فرصة استثنائية لتبادل الأفكار والتجارب الناجحة ووضع الخطط المستقبلية وتحديد الفجوات واعداد مناهج عمل أكثر اشراقا واستراتيجيات تدفعنا إلي الامام.
القارة غنية بمواردها
وأكدت السيدة سوزان مبارك أن قارتنا ليست غنية فقط بمواردها الطبيعية بل بمواردها البشرية أيضا فلدينا عدد من الحاصلين علي جائزة نوبل وزعماء سياسيون وفنانون وعلماء ونشطاء سلام.
وقالت تخيلوا لو أن كل النساء في قارتنا العظيمة عملن يدا بيد من أجل تعزيز السلام والعدالة فكيف سيمكنهن المساعدة في حل المشاكل التي تسبب معاناة الكثير من شعوبنا ورسم خريطة لمستقبل مختلف بالنسبة لنا جميعا. ودعت السيدة قرينة الرئيس في ختام كلمتها إلي تعزيز وحدتنا مهما كلف الأمر والعمل الجاد من أجل ترجمة ارادتنا وأفكارنا إلي أفعال علي أرض الواقع.
دعوة للالتزام
ودعت إلي حشد أكبر عدد ممكن من الناس لتحقيق التزامنا هذا خاصة الشباب الذين هم زعماء وصانعو القرار في الغد لذلك وجب علينا تعليمهم التصدي للصراعات وحل الخلافات وصنع السلام وفقا للمبادئ السياسية للقرار1325.
وطالبت بتضافر القوي لبدء عهد جديد في أفريقيا يضيء صفحات تاريخنا ويعكس القوة الحقيقية لقارتنا وقوة ارادة نسائها في حياة أفضل وأكثر كرامة وغد أكثر اشراقا.وكانت السيدة سوزان مبارك قد افتتحت أمس منتدي الحوار السياسي ـ الأفريقي حول المرأة والسلام والأمن حيث استمعت إلي السيد جون بنج رئيس الاتحاد الأفريقي الذي وجه الشكر للسيدة قرينة الرئيس علي رعايتها للمنتدي.
دعوة لتفعيل القرار
ودعا المشاركون إلي المضي قدما في جهودهم لتفعيل القرار1325 المتعلق بتمكين المرأة من صنع السلام وحمايتها في أوقات النزاعات.
استعراض جهود القارة
واستعرض جهود الاتحاد الأفريقي فيما يخص حماية المرأة في أوقات الحروب وما اتخذه من تدابير لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحمايتها ومكافحة التمييز والتصدي للعنف ضدها. ووجهت السيدة ميشيل باشليه مديرة منظمة المرأة التابعة للأمم المتحدة حول أهمية مشاركة المرأة في صنع السلام ودورها في فض النزاعات ورفع كفاءة المنظمات غير الحكومية المعنية بالمرأة لدعم النساء وتوصيل أصواتهم في مباحثات السلام.
الجلسة الأولي
وشهدت السيدة سوزان مبارك الجلسة الأولي للمنتدي التي حملت عنوان تقييم تطبيق قرار مجلس الأمن1325 التقدم والتحديات بعد عشر سنوات وأدارتها السيدة ايرما مانوكورت المديرة السابقة لمنظمة اليونيسيف بالقاهرة.
وتحدثت فيها السيدة نانا رولنجز السيدة الأولي السابقة لجمهورية غانا عن تجربة بلادها في تنفيذ القرار.
واستعرضت السيدة ميرفت التلاوي وزيرة الشئون الاجتماعية السابقة عن دور الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام في تمكين المرأة ورفع كفاءتها للمشاركة في صنع السلام. كما تحدثت عن أهمية اعداد جيل الشباب للقيام بهذا الدور ودعم منظمات المجتمع المدني للمشاركة في التصدي للنزاعات ونشر ثقافة السلام. واستعرضت السيدة سيكاي هولندا وزيرة جهاز المصالحة الوطنية بزيمبابوي, تجربة بلادها في تطبيق القرار1325 المتعلق باشراك المرأة في فض النزاعات وصنع السلام مؤكدة ضرورة مواصلة الجهود لتطبيق حماية المرأة في مناطق النزاعات.
منقول