تاهت
الفتاة في زحمة الحياة , فقد أهملت دموعها المتساقطة , و نسيت صرخاتها
المتكررة , و أغفلت أحزانها المكبوتة , فتزاحم الهم في صدرها , و كبر الألم
في جسمها حتى مزقها , فذهبت المسكينة تبحث عن حضن يتفقد ألمها , و صدر
يتسع لهمومها , و عقل يرشدها في حيرتها , فشكت إلى من لا يستحق الشكاية ,
فسقطت برمتها يوم أن أرادت أن لا تسقط دمعتها , و تألمت دهراً يوم أن أرادت
من يتحسس ألمها يوماً , فلماذا هذا السقوط ؟ و لماذا هذا الانحراف و
الانجراف ؟ إنه فقدان الحنان , و التباعد بين الأمهات و الفتيات .
إن الأم بالنسبة لبنتها هي حديقة غناء , تزهو بكل جميل من الزهور , و ينتشر
في أجوائها عبق الورود , فكل من يعيش حولها ينعم بجمالها , و يقطف
مايناسبه من زهورها , و يتلذذ بعبيرها , و يمتع بصره بحسن منظرها , فيوم أن
اختارت الأم أن تستبدل ماخلقت له من أمومة فقدها كل من حولها , و يوم أن
انشغلت الأم بمشاغلها انفرط سير الحياة لكل من يتبعها , و يوم إن نسيت الأم
واجباتها توقفت عقارب الحياة لكل من ينظر إليها و يسترشد بها . أخواتي
الأمهات هذه نقاط و توجيهات لكيفية التعامل مع الفتيات , و إن أردنا أن
نعرف لماذا الفتيات فقط ؟ فلأنهن أساس المستقبل , و هن أسس الحياة الجميلة
لحياة موعودة , لذا تهدم الأمة يوم تهدم لبنة من لبنات الأسرة , فكيف إذا
كانت أهم لبنة ؟
كيف نتعامل و نربي صغارنا في مرحلة الطفولة :
1. أول خطوات التربية تتم منذ أن يطرق الخطاب باب بيوتنا , فاختيار الزوج
المناسب الذي يتوافق مع مبادئ الزوجة هو بداية للتربية الصحيحة .
2. التربية هي بمعنى البناء , و يجب أن تبدأ الأم بتربية صغيرتها قبل ولادتها , و ذلك بالقراءة الدائمة عن كل ما يهم الفتاة .
3. العطف و الاهتمام بالطفل من قبل الأم هي صور يختزنها الصغير في صدره ,
فتزيد من سعادته , و تبني نفسه مع أمه في مستقبله , فالنحرص أن نخزن في
صدورهم أكبر قدر ممكن من الصور الجميلة .
4. ليست الأمومة هي تحقيق كل رغبات الأبناء , بل هي دراسة بين العقل و
العاطفة , و خلط بين المصلحة و الحاجة , و جمع بين اللين و القسوة , فمنها
يخرج قرار الأم الحكيم .
5. التوازن بين لطف الأم و حكمة الأب تقود الأبناء إلى السعادة .
6. الدلال الزائد ثم الحرمان المفاجئ بعد قدوم طفل آخر ينشئ في قلب الطفل
الحزن , و يعلمه على حب التملك و الاستحواذ كل الأشياء , و يبني في نفسه
بغض الآخرين و يجعله يعتقد أن هذا التغير هو كره . فالتكن خطواتنا باتزان ,
و عواطفنا موزعة بشكل سليم .
7. قد يكون حرمان الأم من عطف الوالدين سابقاً , إما بقسوتهم أو بفقدهم
مؤثراً على تربيتها لأولاده , فتسعى بعد ذلك لتعويض أبنائها بعض الذي فاتها
. أو يكون الخطأ بجهلها بطرق التربية أو اعتقاد أن طريقة والديها بالتربية
صحيحة فتجري على الصغار ما كان لآباء و الأمهات, فحري بنا أن نعلم أن
حياتنا مهما بسلبياتها و إيجابياتها فلا نأخذها برمتها و نطبقها على
أبنائنا , فالنأخذ الجوانب المضيئة و نستفيد منها , أما الجانب السلبي
فاليكن عبرة لنا و عضه و نجنبه صغارنا .
8. الاعتماد في حضانة الأطفال على العاملات المنزلية يقطع أواصر الروابط
بين الأم و صغيرها , فالصغير يستمد أكثر العطف باللمس و الحضن و المقابلة و
التلطف و حتى الحديث الذي يجهله فهو يأنس به و يعرفه . كيف نعالج هذا
الوضع فمن الممكن أن يكون الاعتماد عليهن يجب أن يكون في التحضير أو في
أمور ضيقة أو في أعمال البيت و التنظيف أما الأطفال الصغار فلا , و إن
اضطررنا لذلك فالنستعين بالجدات و القريبات حتى نعود من أعمالنا , أما باقي
الوقت فيجب أن يكونوا تحت أعيوننا .
9. الانشغال عن الأطفال الصغار بالوظيفة , جعل وقت الأم الخاص بطفلها
قصيراً , فحرم الصغار ذلك الاهتمام , فالنسعى أن نعوضهم عن هذا الفقدان و
البعد , و ذلك بالقرب منهم و بالبعد عن مؤثرات العمل أثناء العودة إليهم , و
النحرص على عدم نقل أعمالنا الوظيفية إلى البيت أو حتى الهموم العملية إلى
عش السعادة .
10. عسر الحياة و معيشة المدينة الصعبة , سبب انقضاء أوقات جليلة بقضاء
حاجيات و أغراض و مستلزمات الحياة , و كل ذلك تأخذه الأم من وقت طفلها , و
من تلمسها لحاجة أبنائها , فجدير بنا أن نرتب أوقاتنا التي نخرج فيها لقضاء
حاجياتنا , فنختار الأوقات البعيدة عن الذروة و أن نوكل بعض الأعمال
للقادر عليها من الأبناء الكبار أو الأزواج .
11. زيادة الأعمال المنزلية , و فخامة البيوت , و اتساع المنازل , جعل
أعمالها أصعب , و الوقت الذي ينقضي في تنظيفها و صيانتها و ترتيبها أطول , و
كل هذا يستقطع من وقت التربية , لذا يجب ان نعالج أمورنا و أن نختار
الأثاث الذي يناسبنا , و التخطيط الذي يخدمنا و ليس نخدمه .
12. المرأة لديها عواطف مخزنة , و لديها عواطف متنوعة , فهي تستطيع أن تمد
أولادها بحسب حاجتهم و ظروفهم لما يحتاجونه من العطف و اللطف , و كذلك
لديها خبرة عاطفية تجعلها تميز بين ما يحتاج الصغير و الكبير , و كل ابن
على حسب طبيعته و طريقة تعامله , و هي على قدرة بأن تمد زوجها بنوع آخر من
الحنان لذا فالتختار المناسب لكل صنف ممن حولها .
13. تزخر المكاتب بالعديد من كتب التربية , و لكن ليس كل مايُعرض فهو يصلح
لنا , أو أن ما يصلح لفلان فهو صالح لي , فالنقرأ تجارب الآخرين و نستنبط
منها ما يناسب عائلاتنا و يجعلنا نعيش معهم بطريقة تناسبنا و تناسبهم .
14. الحياة تنظيم و عمل , و لا يعني ذلك أنها تتم بخطوات مرقمة لا يمكن أن
نحيد عنها أو نخرج من إطارها , فمن الممكن أن نسمع أو نقرأ خطوات في
التربية تعجبنا فليس علينا أن نعيشها و نطبقها في بيتنا , فذلك يجعل
التربية كأنها عمل مكينة مبرمجة كل خطوة تتبعها خطوة , و هذا يجعل التفكير
في التربية لوحده خطوة معقدة , لكن لنحرص أن نأخذ الحياة و التربية ببساطة و
بدون تعقيد أو كثرة تفكير فهي سهلة ممتعة ممتنعة .
15. الحذر من أن نعتقد أن سبب سعادة الآخرين هو بما نراه من تعامل ظاهر مع
أطفالهم , فهذا النجاح قد يخفي خلفه أعمال أخرى أعظم و أكبر , فإن أعجبنا
بتجربة نجاح في التربية فالنتقصاها , فالنحرص أن نسأل عن جوانبها و
سلبياتها و إيجابياتها .
16. أطفالنا ليسوا محل تجارب , لذا فالتختاري ما يناسبهم و يتماشى مع قدراتهم .
17. لنربي في أنفسهم الثقة و نمدهم بالعوامل التي تمهد ذلك في أرواحهم ,
فالندعهم يختارون ألعابهم بأنفسهم , و أن يلبسوا ما يناسبهم , و أن يصححوا
أخطاءهم بمساعدتنا لهم و ليس بنهرهم عنها .
18. الطفل يتلقى من والديه التعاليم عبر نظره لطريقتهم معه , فلا تعوديه
إلا ما تريدين أن يعتاد عليه , ألم تري أنه إن أعتاد النوم معك استمر على
هذه العادة , و إن حرمتيه ذلك أقض مضجعك و تغيرت نفسيته .
19. ليس ما تشتهيه أنفسهم من المأكل هو الذي يجب أن يجلب , بل المفيد الذي
يزيد من مقاومة الجسم و يغذيهم بالتغذية المفيدة هو المطلوب أن يقدم و يحبب
فيه , مع عدم حرمانهم بالكلية عما تشتهيه أنفسهم .
20. أمي أريد مثل لعبة صديقتي أو ملابس صديقتي , طلب يتكرر , و كيف لنا أن
نخرج أطفالنا من هذه التبعية للأصدقاء ؟ من الممكن أن يكون تعزيز الثقة
لأطفالنا و باختياراتهم و رفع معنوياتهم بحسن ذوقهم يجعلهم يتبنون فكراً
استقلالياً , فلنا أن نضع لهم ألعاب أصدقائهم و اختياراتهم مع بعض و نشجعهم
على اختيار اختياراتهم .
21. التنافس الأسري بين العائلات و الخلافات قد يكون له اثر سلبي على
الأطفال , فالنحرص أن تكون خلافاتنا مهما كانت بعيدة عن عيون و أسماع
أطفالنا , فهي ربما تؤثر على تقييم و فهم العلاقات العائلية على المدى
البعيد .
22. لنهتم ببناء العقول و الأجسام , و ذلك بتنمية المهارات الذهنية , و
زيادة التمارين الحركية , فأبناؤنا يدخلون مرحلة الخطر بكثرة ملازمة
الشاشات باختلافها .
كيف تتعامل الأم مع مرحلة التغير من الطفولة إلى النضج :
1. تغفل بعض الأمهات عن نقطة التحول الفسيولوجي لبناتهن , و التغير
بالمفاجئ في أجسامهن , و بالتالي قد يجعل الفتاة تحس بخجل و انطواء و حزن
على بداية هذه المرحلة , و التحول من مرحلة الطفولة إلى النضج , و جدير
بالأم أن تلاحظ فتاتها , و أن تزيد من تثقيفها , و أن تقف معها في تحولها
هذا , و أن تسهل الأمر عليها .
2. قد تعيش الفتاة تطورات و تغيرات هذه المرحلة في وقت مبكر هو أقل من
فهمها و سنها و قدراتها على التأقلم مع هذا الوضع الجديد , فيجب على الأم
أن تكون همزة وصل بين مرحلتي الانتقال , و أن لا تعتبر هذه التغيرات هي
انقضاء مرحلة الطفولة بشكل عام و أنها وصلت لمرحلة النضج و الفهم الكامل و
الإدراك بجميع متطلباتها , بل يستحسن بالأم أن تقترب من فتاتها برفق , و
توجهها بلين , و تمشي معها مرحلتها هذه بصبر , لأن الفتاة بين عيشة الطفولة
التي لم تودعها بالكامل و بين التغيرات الحاصلة و نظرة من حولها لها .
3. التغيرات الجسمية قد تجعل الفتاة تعيش هموم عدة , و ذلك مخافة ما يلحقها
من تبعات , و خشية مايسببها لها من نظرات , فيستحسن بالأم أن تمهد لفتاتها
من قبل بأنها سوف تعيش هذا التحول , و أن هذا التحول ليس مرحلة كبت و عزلة
, بل هي مرحلة جميلة من المراحل , و هي مرحلة الأنوثة الحقة .
4. عندما تقص الأم بعض القصص على فتاتها عن حياتها السابقة , و كيف واجهت
تلك التغيرات في سنين حياتها , فذلك حري أن يجعل الصغيرة لديها تصور كامل
لمرحلة التغير , و كيف التصرف معها ف , من المؤكد أنها عندما تمر بتلك
المرحلة فسوف تصارح أمها بها و تخبرها بهذا التغير الذي طرأ عليها .
5. في هذه المرحلة ,قد تجد الأم أن فتاتها بدأت تتعلق بصورة قوية بصديقتها ,
فتخاف الأم من خلفيات تلك الصداقة , فعليها أن لا تشكك ابنتها بصديقتها أو
بسوء اختيارها , و لا أن تمنعها من مرافقتها , و لكن عليها أن تغذيها من
قبل بأنواع الأصدقاء و الفرق بين الصديق الصالح و صديق السوء .
6. إن لم تكن الأم بقادرة على أن تنزل لمنزلة الصديقة لأبنتها , فعليها أن
تختار أحد بناتها , و تخبرها بأن تتقرب لصغيرتها , و إن كانت لا يسبقها أي
فتيات , فعليها أن تختار لها الأنسب من خالاتها أو عماتها , بحيث تكون بمحل
مخزن أسرارها و بمكان المستمع لحديثها .
7. إن مرحلة ماقبل النوم هي مرحلة استرخاء تجعل المرء على سريره كأنه على
كرسي الاعتراف , فالتقترب الأم من أبنتها في هذه الحالة و التستلقي معها ,
فتمسح على رأسها , و تلعب بخصلات شعرها , و التبدأ بقص القصص عليها , أو أن
تحدثها عن حياتها , أو مواقف عمرها , أو أيام طفولتها , و إن رأت أن تقص
عليها بعض القصص من مشاكلها التي ترى الأم أنها لا تؤثر على نفسيتها و
استقرارها فذلك جميل , و كل ذلك من أجل أن تحس الصغيرة بتقارب مع أمها , و
أنها بمنزلة ثقتها بها , و أنها حديث روحها , و محل سرها , فذلك حري أن
يجعل البنت تبدأ بسرد حياتها و مواقفها التي تمر بها .
8. لا نستعجل النتائج في أي عمل نقوم به , نحتاج أن ندرس خطواتنا كل فترة , و نمحص أعمالنا , فالنصبر حتى تثمر البذرة التي زرعناها .
9. من واجبات الأم أن تعلم بنتها في هذه المرحلة أمور دينها التي تتوافق مع
التغيرات التي حصلت لها , و أن تفقهها و تبصرها بما تجهل من ذلك .
10. التعامل مع هذه المرحلة لا يعني أن تصطنع الأم طريقة جديدة في التعامل
مع بنتها , فهنا سوف تحس البنت أن هناك تغير جذري بين الشخصية التي عرفتها و
بين الشخصية الجديدة التي بدأت تتعامل معها , لكن يجب أن يكون التغير بشكل
يناسب المرحلة , و بدون أن تحس البنت , و إن كان هناك عيوب في التعامل من
قبل فهنا يجدر أن تغيرها الأم حتى لو لاحظت بنتها ذلك , فإن ذلك سوف يسعدها
.
وسائل و نقاط تقربنا لفتياتنا في مرحلة المراهقة و النضج :
1. هدية مخبأة وسط ملابسها , أو ملابس جديدة موضوعة بداخل دولابها , تلك الهدية لن تنساها .
2. طبع قبلة على خدها أثناء نومها ينشر بجسمها إحساساً بالسعادة , و أعلمي
إنها سوف تحس بها يوماً من الأيام حتى و إن كانت مغمضة العينين .
3. لا تحرميها من أحضانك , فبين كل فترة و فترة احضنيها بقوة , عند سماع خبر سعيد , أو قدمت لك شيئاً جديد فأعيديها لمنبع سعادتها .
4. عالجي أخطاءها بالبحث عن المسببات لا بنقد الأفعال , فعندما تجدين عليها
أي تصرف لا يعجبك , أبحثي عن مصدر هذا الفعل , و من أين تلقته ؟ , و ماهي
دوافعه ؟ فقد يكون خلفه أمور أعظم تحتاج إلى إعادة بناء و تصحيح .
5. تقربي من صديقاتها , و اسألي عنهن , و حاولي أن تجلسي معهن , و أن يأتين لبيت ابنتك . فذلك يبني بينكم جسور محبة و ثقة و ألفة .
6. اتفقي مع مدرستها , أن تقدم لها جائزة مدفوعة من قبلك , إذا تفوقت في أي عمل أو أي جهد مدرسي .
7. حافظي على زيارتها في مدرستها , و قابليها أمام مدرساتها و مديرتها , و
أظهري مدى فخرك بها أمامهم و مدى تساعدها معك في بيتك , ثم انفردي بأعضاء
التدريس و اسأليهم عن كل مايخصها من سلوك و تجاوب و تعاون .
8. عالم الفتيات المدرسي مليء بأشياء كثيرة و عجيبة , فهناك التفاخر و
التنافس و المظاهر , كيف تجعلين فتاتك تعيش وسط تلك الأجواء و لا تتأثر
بالسيئ منها . هذا يتطلب أن تكوني مطلعة على مايحدث في الساحة من تلك
المظاهر , فإذ لم تكوني مدرسة مطلعة , فيجب أن تسألي القريبات من المدرسات
عن حال الطالبات , و ما الذي يجذب اهتمامهن ؟ و كيف يتأثر الأخريات ببعض من
يروج لتلك المظاهر ؟ , و كيف الحلول التي يعمل بها في المدراس للخرج من
تلك المآزق ؟ .
9. من الأشياء التي يجب أن تزرع في نفوس الفتيات , أن العالم من حولنا يعج
بالحسن و السيئ , و أن الإنسان الموفق هو الذي يحافظ على دينه و عاداته و
تقاليده بدون أن يكون عرضة لكل صيحة أو صرخة تؤثر عليه , و أن أكثر الناس
فهماً لتلك الأشياء السيئة و الحسنة هم الذين عركتهم الحياة و لهم تجارب
فيها , و أحرص الناس على مصالح أبنائهم هم آباؤهم , لذا فعندما تواجهنا بعض
الشكوك أو الخيارات التي يصعب علينا أن نميز الحق و الباطل فيها , فيجب أن
نعود إلى من هم عونٌ لنا بعد الله , و هم الوالدين و المقربين من الأخوات و
ألأخوان و الصالحين .
10. تعريف الفتيات بالحلال و الحرام , و ثم زرع الرقابة الذاتية في نفوس
الفتيات يحرك في نفوسهن الخوف من الله في كل وقت و في كل حين , فالأم قد
تغفل , و الأب قد ينشغل , و الأخ قد يلهوا , و لكن يبقى السميع العليم
البصير هو الرقيب على كل شيء الله سبحانه و تعالى .
11. إن كانت فتاتك تملك جهاز جوال , فرسالة حب ترسلينها لها تنعش قلبها , و
تنير بصرها , و تشعرها بقدر المحبة التي تجمعك بها , فاجعليها مفاجأة بين
كل فترة و فترة .
12. إن علمت أي نشيد تفضل فاجعلي نغمة الاتصال القادمة منها هي بنشيدها المفضلة .
13. غزو الروايات يحط رحالة بين الفتيات , فيغري الصغيرة بعيش المغامرة , و
يشعر الغافلة بأن الجميع لهم نفس تلك الحكاية , و يحرك القلوب إلى اتجاهات
عدة , و يلهيها عن أفضل شيء له معدة , لذا فيجب أن تصل يدك إلي قلبها قبل
أن تصلها أيدي كتاب الروايات الماجنة أو الخيالية الغير محافظة , فادفعي
إليها بقصص السيرة , و الروايات الإسلامية و العالمية العفيفة , و المجلات
الدورية أو العلمية المفيدة .
14. أجعلي كل شيء تريدين إيصالها لها و أنت لا تعرفين مقدار الميول له
أجعلي معه شيئاً تضمنين أنه تحبه , فمثلاً إذا كنت لا تعرفين مقدار حبها
لأشرطة الأناشيد و متيقنة لحبها للهدايا من الساعات , فادفعي لها بهدية
مكونة من ساعة و معها أشرطة , فتلك الهدية المحبوبة سوف تقرب إليها الأخرى
التي لا تعلمين مدى حبها لها ...و هكذا .
15. الحياة ليست قائمة على الترفيه فقط , كيف نصل بهم لهذه القناعة و
العالم من حولها يعج بطلبات الترفيه و يتفننون بذلك و باقتنائه , وجود
المراكز التي تعتمد على التعليم بالترفيه قد فك أزمة , و أوجد بديل يمكن أن
يستفاد منه , لذا رتبوا زيارة لمثل هذه المراكز .
16. دخول النت فتح للعلم , و انفتاح على العالم , و توسيع للمدارك و
المعارف , و لكن كيف الرقابة على من هم في سن المراهقة , هذه مشكلة يعيشها
الآباء و الأمهات , و مصدر المشكلة أن النت مليئة بالصالح و الطالح , فكيف
لفتاة غضة الغصن تتفتح عينيها على هذا العالم , و كيف لعقلها الذي غادر قبل
فترة قليلة مراحل الطفولة و يسقط في عالم غريب مثل هذا العالم , فهنا يجدر
بالأمهات أن تشارك ابنتها عالمها النتي , و تعيش معها رغبتها و إن كانت لا
تتماشى مع هواياتها , فتطلب منها أن تشترك لها باسم معرف لمنتداها , أو
موقعها المفضل و تشارك بقوة و أن تتناقش مع صغيرتها بأمور موقعهما المحبب ,
و أن تعيش معها كعضوة فاعلة , فتشارك مع صغيرتها همومها المرحلية , و من
الحلول كذلك أن يشارك البيت في خطوط النت التي تتفحص المواقع , و تحجب ما
يخالف , و من أجمل مزودي الخدمة التي رأيتها تقدم حجب للمواقع السيئة هو :
الشبكة الخضراء , حيث لا تسمح إلا بالمواقع التي تضمن أنها غير مخالفة .
17. اشتركي لصغيرتك بمجلة دورية تناسب عمرها في كافة المراحل , و أقرئي معها فصول تلك المجلة و تباحثي معها و شاركيها إعجابها .
18. كما تحب الفتيات زيارة الأسواق فلماذا لا نجعلهم يطلعون على المكتبات ,
و أن يتزودوا بأي كتاب يناسبهم و يوافقهم , و يجب أن نزور بهم المكتبات
المحافظة و التي لا توقعنا بحرج عندما يختارون كتبهم , أو يريدون أن
يكتشفوا كتاباً جديداً لا نعرفه أو يعرفونه .
19. اتفقي مع صغيرتك أن تقوم بدعوة العائلة كلها على وجبة عشاء في مطعم
تختاره هي , و أن تقدمي لها المساعدة المالية التي تفي باحتياج هذه الدعوة .
فهذا ينمي في قلبها حب الكرم و الألفة و اجتماع الأسرة .
20. تعليم الفتاة بالأوراد اليومية و الحفاظ عليها و على الواجبات اليومية ,
و تعريفها أن الحفاظ عليها هي بإذن الله وقاية لها بالدنيا و الآخرة من كل
مكروه .
21. الحياة لا تخلوا من المنغصات , فعلينا أن نذكرهم عند الإصابة بمكروه أن
يلجئوا إلى الله بالدعاء , و الإلحاح عليه في كل وقت , و يستعينوا بعده
بأهلهم و أن يقدموا الصالحين من أصدقائهم و أقربائهم في الاستشارة و
المصارحة .
22. إن هذه الدنيا دار زرع , فالواجبات الدينية مقدمة على كل شيء , و مع
ذلك فيحسن بنا أن نجعلهم أكثر قرباً إلى الله , و ذلك بأداء النوافل و
السنن كمثل : صيام الاثنين و الخميس , و ثلاث أيام من كل شهر , و يوم عرفة ,
و ستة من شوال , و قيام الليل في بعض الأيام , والسنن الرواتب , و سنة
الضحى , و الصدقة على المحتاجين , و التقرب للناس بالكلام الجميل , و
الحفاظ على قراءة حزب يومي من القرآن , و أفضل الوسائل لحثهم على ذلك أن
تكون الأم هي القدوة لهن في أفعالها .
23. البشاشة , و الكلمة الطيبة , و القلب الصافي هما الجمال الحقيقي لأي
إنسان , هي آداب و سلوك و فضائل , نغذيها بأن ننشرها بالتعامل بها , و أن
نحسنها في نظرهم , و أن نوطنها أنفسهم .
24. الإعجاب بين الفتيات هي مرض عضال أصاب بعضاً منهن , فمن قبل أن تقع
فتياتنا بالخطر فيحسن بنا أن نوجد التوازن العاطفي في قلوبهن , و ذلك
بإمدادهن بالعطف اللازم , و أن نغرس في نفوسهن ميزان الحب و البغض , و
نشعرهن أن القلب هو كأس فإن ملئ بحب الأشخاص فقد افرغناه من حب رب الناس ,
لذا فالنجعل حبنا ولاءً و كرهنا عداءً , و مقياسنا في ذلك بمقدار قربهم لله
و بعدهم عنه .
25. في هذه الفترة قد تجد الفتاة نفسها أقرب إلى صديقاتها من أمها , و ذلك
بحكم السن المتقارب فهنا يحسن بالأم أن تتقرب إليها و أن تكون بمنزلة
صديقتها .
26. الفتاة في هذه المرحلة بحاجة لأشياء عدة , و من أهما إشباع رغباتها
العاطفية و الوصول لقلبها بكل طريقها , فحدثيها برفق و لاطفيها بلين , و
أطلقي عليها أسمى آيات الحب .
27. ضعي بين كتبها ورقة مكتوب فيها بعض عبارات الحب و الأمنيات بالتوفيق , و
ذلك من أجل أن تجدها عند فتح دفاترها في مدرستها , و لتكتبيها بشكل واضح ,
و بخط جميل , و زخرفيها بزخارف مناسبة , و عطريها ليفوح منها شذاك .
28. شجعيها بين أخوتها بأعمال مميزة قامت بها , و ارفعي معنوياتها أمام أبيها , و أخبريهم بمدى فخرك بها .
29. لا تعتبري هذه المرحلة هي مرحلة تغير إيجابي بالنسبة لك فتحمليها بما
لا تطيق من الأعمال المنزلية , و رعاية أخوتها , بل أجعلي ذلك بقدر طاقتها و
مقدرتها و حدثيها أثناء ذلك أنك لا تستغنين عنها .
30. علميها أن تكون صريحة معك في كافة أمور حياتها , و أنك تحبين أن تستمعي
إليها , و أنك بخبرتك و عمرك قد تستطيعين حل مشاكلها التي قد تقع فيها مع
من حولها .
31. لا تفرقي بين فتياتك بل عامليهم بسواسية , و لكن كلاً بما يناسب عواطفه
و رغباته , فالتفرقة تزرع الشحناء , و تسبب الكدر , و تجعل الأبناء كلهم
بمحل شك و ريبة من بعضهم .
32. لا تميزي الذكور عن الإناث , فذلك ضرب من ضروب الجاهلية الأولى , و لكن
أوصلي لهن المعلومة بأن الإناث يتميزن عنهم , برقتهن و المستقبل المبهج
الذي سوف يصلنه عندما يكن أمهات المستقبل , و أنهن أساس كل عماد , و أمل كل
فتى , و فخر كل أم .
33. أعطيها الضوء الخضر بأعمال الطبخ و التنسيق و الترتيب , و عندما تخطئ
وجهيها بابتسامة , و أنك مررت بمثل هذه المواقف في حياتك السابقة .
34. عندما يتشاجر الأبناء لا تقفي مع أحد منهم , بل وضحي الخطأ كخطأ , و
بين أثره السلبي عليهم , و أن المخطئ مهما كان المخطئ يجب أن يعتذر و قبل
ذلك يحسن به أن يعترف بخطئه .
35. عند الخروج للأسواق أمديها بالمال الذي يجعلها تشتري ماترغب , و يتوافق
من مزاجها , و لا تقيديها بماتريدين أنت و ترغبين , فلكل زمن أغراضه و
احتياجاته و مستلزماته .
36. في أثناء التسوق شاوريها ببعض احتياجاتك , و خذي برأيها حتى لو لم يناسبك اختيارها , فزراعة الحب أهم من فقد الدنانير .
37. كوني قدوة لها في الأسواق بلبسك و حشمتك , و بتعاملك مع الباعة بدون خضوع بالقول , أو خروج بزينة , أو سؤال بلا حاجة .
38. عندما تخطئ ابنتك عليك , لا تعذريها بخطئها عليك بداً , بل أبدي لها
غضبك , و أنك لا ترضين بهذا الفعل , و أن ذلك مما يغضب رب العالمين .
39. ضعي بجانب سريرها زهرة ندية تجدها بعد أن تقوم من نومها فتستبشر برؤيتها الصغيرة .
40. دعيها تختار لوازم غرفتها بنفسها , لا تقيديها بنمط , أو قيد , أو طريقة , دعيها تبدع , و تفجر طاقاتها , و ترسم مزاجها .
41. أحضري لها وسائل لتمنية هواياتها , و ما يزيدها من البروز في مجالها .
42. تنظيم حفلة مكتملة بمناسبة نجاحها , أو أي مناسبة سعيدة لها , و يتم فيها دعوة صديقتها , ففي ذلك فرح لها و تقارب مع صديقاتها .
43. ضعي اسمها بالجوال باسم جميل تحبه و تعشقه .
44. إياك و نظرات الشك , و أيضاً إياك و الثقة بالشيطان , و التوازن مطلب في كل إنسان .
45. علميهم أن لا أسرار بين العائلة , دعيها تفتح مخزن الصور في جوالك و
اللقطات المخزنة فيه , دعيها تعلم أن الإنسان يجب أن يكون واضحاً كالشمس ,
راسليها ببعض اللقطات و دعيها تراسلك بمثلها , لتعلم أن العائلة الواحدة هي
بقلب واحد .
46. هناك خصوصيات لا تحب الفتيات أن يتدخل أحد بها , و لا أن تفرض عليها
غيرها , لا مانع في ذلك بل يجب احترامها إذا كانت متوافقة مع الشرع , أما
إذا كانت تخالف فتبيين الحق بأسلوب جميل , و تنبيه الغافلة بطريقة لينة هو
المطلب .
47. تهيئة الفتاة للحياة الزوجية مطلب مهم , و دور الأم في ذلك عظيم , لذا
تثقيفها بكل الجوانب , و باسلوب رقيق يجعلها متهيئة لحياتها الجديدة .
48. لا تكثري المزاح بسب الرجال في حضرتها , و ذلك ببعض ما يتندر به أثناء
جلسات النساء , فذلك يجعلها تكره الحياة الزوجية , أو تعتقد أن المزاح في
هذا الأمر جد .
49. الثناء على لبسها , و زينتها , و أسلوبها في حديثها , و أدبها مع غيرها
, يزيد من ثقتها بنفسها , و يجعلها تستزيد من تلك الصفات الحميدة .
50. ذم الكبر , و الرفعة عن الناس , و البذخ بغير حاجة , و الإسراف , و
فسوق الحديث الماجن , و الخلق السيئ يكره الفتاة بتلك الصفات و يجعلها بحذر
عنها .
51. آداب الحوار , و الإنصات للفتاة هي فن تكتسبه الفتاة من أسرتها , فالنجعل هذا التعامل الراقي هو أساس من أسس الحياة في بيوتنا .
52. مخاطبة الزوج برقة , و احترام أمام الأبناء , هو نموذج يعلق في ذهن كل فتاة , و درس يعطى بدون عناء .
53. تبين فضل الأب و مكانته في قلب الأم , يجعل الفتاة تعيش باستقرار و هناء .
54. إبداء العذر لكثرة غيبة الأب عن البيت , أو بعده عن فتياته و ذلك للسعي
في مصالحهم , أو أنه ماضي في سبيل تحقيق مأمن لهم , لهو عمل يقلل في قلب
الفتاة تحسس ذلك الفراغ الذي يتركه بعض الآباء في بيوتهم .
55. الاتفاق مع الزوج على توزيع المسؤوليات , و المهام , و الأدوار , و تقسيم الصلاحيات , يجعل البيت و العائلة في استقرار و أمان .
56. رسم ابتسامة أمام الأبناء في أي ظرف من ظروف الحياة يلبس الأبناء بنوع من الاستقرار المريح .
57. المشاكل الزوجية هي نزعة شيطانية , إن طالتنا فالنستعيذ بالله منه , و
إن أخذت من استقرارنا نحن الأزواج فلا نظهرها بأي شكل من الأشكال أمام
الأبناء .
58. في الحدائق و التمشيات لا تسبقيها , بل أمشي معها و جاوريها , فهناك
القلوب تتفتح , و النفوس تصفوا , فجميل أن تقترب الأجسام لتتعانق القلوب و
الأرواح لتتصارح .
59. في الرحلات كوني أنت الساهرة على راحتهم , و أجعلي برنامج السفر من
أجلهم , و عيش أيامك سعيدة معهم , زورا الأماكن التي يحبون و في الأوقات
التي يريدون.
60. لا تكن علاقتك بفتاتك هي علاقة رسمية , بل أكسري كل الحواجز , ضحكة ,
ابتسامة , قفشة , مقلب , و أكثر من ذلك , فالأمومة هل كل شيء جميل .
61. مراعاة حالتها الصحية في مرضها , و رعايتها و تقديمها على العمل و
الوظيفة و الوقوف بجانبها , هو أمر يشعرها بالاطمئنان , و يخفف عنها الألم .
فلا تتركيها في مرضها و ارعيها حق الرعاية .
62. عند خوفها احضنيها , في فرحها قبليها , في مصيبتها واسيها , في كدرها
سليها , في همها فرجي عنها , في كل حال كوني أنت القمر المضيء في حياتها .
63. عندما تتزين الأم لزوجها , و ترتب بيتها , و تتبادل كلمات الوفاء مع
شريك عمرها , فإن كل تلك الأشياء هي رسائل غير مباشرة للفتاة بكيفية الحياة
السعيدة مع الزوج .
64. عند مرضها أرقيها بالرقية الشرعية , و حافظي على أن تتناول علاجها بوقته المطلوب .
65. في حال مرضها اتصلي عليها كل حين و أطمئن عليها , و حدثيها بمقدار الحزن الذي أصاب العائلة بمصابها .
66. في حال سفرها راسليها , و كلميها , و أمديها بمشاعر الدفء التي تجعلها تعلم بمدى الحب الذي تنعم فيه .
67. للفتيات مواهب مختلفة فعاملي كل فتاة بحسب مواهبها .
68. في أعمالك الخاصة اجعليها مستشارة , و في شغلك الوظيفي حدثيه ببعض همومك لتشعر و بأنها أكثر من بنت بل هي بمكان الصديقة .
69. إذا أردت فتاتك أن تتكلم و تحدثك بما في نفسها , فهناك خطوات مهمة
لتقول كل مافي صدرها : كوني مستمعة جيدة , تفاعلي معها بنظراتك و بجميع
حواسك , لا تقاطعيها حتى تنهي حديثها , و وافقيها على كلامها ثم أبدي لها
رأيك بأسلوب رقيق لطيف .
70. من أبتلي ببعض القنوات , فاليعلم أن البنات أمانة , و أن قلوبهن رقيقة ,
و أنهن يتأثرن بالمعروض أكثر من غيرهن , اختاري مايناسب التعاليم و القيم ,
و أبعدي عنهن كل سيء يهدم , فهن أمانة و كلاً مسؤول عن أمانته .
71. أعلمي أن تفريج هموم الناس هو بإذن الله تعالى سبب لتفريج همك , قفي مع
الناس بهمومهم و أعملي من أجلهم , ليعملوا بإذن الله تعالى من أجلك و
يقفوا معك في محنك .
72. من بر بوالديه بره أبناؤه , فكوني بارة بوالديك مقدرة لهم , فسوف تجدين أثر ذلك من أبنائك .
73. الدعاء الدعاء الدعاء هو سبب كل نجاة , و هو الطريق إلى الصلاح , و هو الفوز من كل كربة , و سبيل كل خير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للأمانة منقول