حى الحسين بقاهرة المعزبمصر

يتلألأ حي الحسين
في رمضان
ليظهر في أبهى صوره في عيون
الزائرين سواء من السياح الأجانب
والعرب، أو المصريين
القادمين من مختلف المحافظات
ليقتنصوا يوما في رحابه
وتتحول المنطقة إلى مهرجان يتجمع فيه
الناس من جميع
محافظات مصر لترى في ساحته أناسا من
مختلف الفئات
والطبقات الاجتماعية المتباينة؛
فهناك الحضري والريفي،
والغني والفقير، ويمكنك أن تشاهد على
الواقع الدراويش الذين
يقطنون مناطق مساجد الأولياء والتي
اعتادت أعيننا رؤيتهم في
أفلام السينما المصرية.













فالمكان ثري بما
يحويه من آثار إسلامية وتاريخية يرجع عمرها
لمئات السنين وما به من محلات تجارية
وبازارات سياحية
للأعمال والتحف الفرعونية واليدوية
التي يتميز بها المصريون
منذ قديم الأزل إلى جانب محلات
الآلات الموسيقية والعطور
والفضيات والسجاد اليدوي هذا فضلا عن
الأسواق القديمة
بدكاكينها الصغيرة خشبية الأبواب مثل
سوق النحاسين وسوق
الصابون والعطارة وغيرها من الأنشطة
التجارية التي تميز
المنطقة وتجعلها من أهم الأحياء السياحية
والتجارية بمصر
والتي يقبل عليها السياح.





التجارة شطارة


وتنشط الحركة
التجارية بشكل ملحوظ في أيام رمضان
مما ينعش
حالة البيع والشراء بما يعوض ركود
وخمول بقية أشهر السنة،
حيث يزداد الطلب على العطارة
والياميش والعطور والبخور
وغيرها من السلع التي يشتهر بها هذا
الحي التجاري العتيق.













تملك بازارات حي
الحسين
طابعها المميز إذ تتيح للسياح
الأجانب إمكانية تجريب السلع والتقاط
صور بها، وعلى هذا
فليس من المستغرب أن تجد شقراء بعيون
زرقاء ترتدي عباءة
بدوية أو تحكم غطاء رأسها بوشاح
منقوش بالرسوم الفرعونية
أو الزخارف الإسلامية العربية، كما
تنتشر ظاهرة رسم الحناء
التي تستهوي الأجنبيات بشكل كبير.






وعلى مقاهي الحسين
التي تصطف موائدها بعرض الشوارع
يمكنك أن تلتقط أنفاسك خلال جولتك،
وتتذوق المرطبات
المصرية كالعناب والتمر الهندي
والخروب التي يفضلها غالبية
مرتادي تلك المقاهي عن غيرها من
المشروبات الغازية أو
العصائر التقليدية، وخلال جلوسك
يمكنك أن تستمتع بعازف
العود أو الربابة وإنشادهم السير
الشعبية التي تقوم به بعض
فرق الإنشاد حيث تجوب المكان خلال
ليالي
رمضان لتتغنى
بفضل الشهر الكريم وكثرة بركاته،
ويمكنك أيضا أن تستمتع
بلعب الطاولة أو الضمنة فتلك الألعاب
تعتبر أحد الركائز
الأساسية للمقاهي المصرية.


مقاهي التاريخ


في حين يقبل
الرجال - الجالسون على المقاهي القديمة الطابع
ومن اشهرها قهوة الفيشاوي - على تعلم
بعض العادات العربية
المرتبطة بالجلوس على المقهى مثل لعب الطاولة وشرب
النرجيلة ولف الشماغ العربي على رءوسهم مستبدلين به الكاب
الغربي الذي اعتادت أعيننا رؤيته على رءوسهم حماية من أشعة
الشمس، ومتشبهين به بعادات العرب في تغطية الرءوس
بالشماغ العربي أثناء رحلات السفر الطويلة في الصحراء.






ولمقاهي الحسين تاريخ طويل مع المشاهير فهي الأكثر
شهرة
في القاهرة القديمة إذ شهدت لقاءات
رجال الفن والأدب
والسياسية على مدى قرن مضى، وحتى
الآن تحتفظ تلك
المقاهي بطابعها القديم الذي يزيدها
جمالا وأصالة في عيون
زائريها.



وبجوار مسجد الحسين
تعقد حلقات الذكر الصوفي على اختلافها
فهناك الطريقة
البرهامية والطريقة الدسوقية وأخرى الحامدية
الشاذلية وغيرها من الطرق الصوفية
المنتشرة، والتي تعمل
على استغلال الشهر الكريم، وتركز
زوار المنطقة حول المسجد
لتعقد على مقربة منه حلقات ذكر ومدح
في حب المصطفى صلى
الله عليه وسلم، ولا مانع من بعض
الابتهالات والأدعية وأغاني
الإنشاد.

كما تشارك وزارة
الأوقاف يوميا خلال شهر رمضان
ببعض
الفعاليات التي تشهد إقبالا من
الجماهير الوافدة إلى المكان من
خلال ملتقى الفكر الإسلامي، والذي
يعقد يوميا بالمشهد
الحسيني، ويستضيف علماء الفكر
الإسلامي ومشايخ من الأزهر
الشريف ليناقشوا القضايا الدينية
المعاصرة التي تواجه الأمة
الإسلامية.

مع خالص تحياتى