كن على وداد مع كل انسان
قـــل الحقيقة
بكل هــدوء
ووضوح
وانصت الى
الاخرين
حتى الجاهل منهم وثقيل
الفهم
فلكل منّــا قصـّـة نريد
روايتها
تجنّــب اهـل
الجهارة والعداوة
فمنهم من يكـدّر صفاء
الروح والبدن
واذ ما قـارنت نفسك بالاخرين
ربـّـمــــا تعدو
كالحنظل
وذِي غــــرور
فـهـناك
ابــدا
من يعلوك
مكانـــة
ومن هو في
المكانة
اصغـــــر
منــك
كـــــن فرحا
بانجازاتـــك
مثلما انت مسرور بمشاريعك
الاتية
ولـتُولي اهتماما
لـمجرى حياتك المهنية
حتّـى ولو كنت ذِي مهنة
متواضعة
فهـي ملكيتك
الحقيقية
في خضـم حظوظ الزمن المتغايرة
كن حـــذرا في
اعمالك
فالكون ملـئ بالغش والخداع
ثــمّ لا تدع
ذلك
يحجـــب النور عن عينيك
وعــمّــا في الكون من فضائـل جمة
فهناك العديد الكادح
وراء المثل العليا
والحياة مليـئـــة
بالبطــــولات
وفــي كــــل
ارجـــاء المعمورة
كــن انــت انــت بذاتك
فالنبيل لا يتظاهر
بالود والعاطفة
لا تكـن
متهكّـما
لا ولا ساخرا بما هو
من باب الهوى
فالحب دائم التجدّد كالعشب
والكلأ
استوعـِـبْ نصائح
السنين برفق ورقة
وتتنازل امور
الشباب بحسن وعفّة
ولا تحــزن ولا تغمم روحــك
بما هو من باب
التخـيلات والاوهام
فان اكثر الاوهام
والمخــاوف
هي من جراء التعب
والارهاق والوحدوية
ومهما كان مسارك الصحي
والنفسي
كن لــطـــيفا مع نــفســك
فانت طفل من اطفال هذه
المعمورة
ولست فيها باقـل من كينونة
النجوم
والاشجار
فانت ايضا لك الحق ان تكون هنا
وسواء كان ذلك واضحا لديك ام
غامــضا
فلا شك في ان العالم
يستمر انبساطا
كمـــا وجــــب
لــه
كن على سلام مع الخالق
كيفما تتفـهم
كينونتـــه
ومهما تكن اعمالك وآمالك
في خضم الحياة
المضطرب
كن ايضا على وئــام مع روحك
فرغم كل خِزي
وكــدّ وخداع
فالعــالم مازال
جميلا
كــن حــــذرا
وجاهد لتكن سعيدا
ابو العلاء
المعرى