الخالق البارئ المصور الغفار القهار
الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض
الباسط الخالق: الخلق فى اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح
. والخالق فى صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على
غير مثال سبق ، وهو الذى قدر الأشياء وهى فى طوايا لعدم ، وكملها بمحض
الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته .
والله الخالق من حيث التقدير أولا ، والبارىء للإيجاد وفق التقدير ،
والمصور لترتيب الصور بعد الأيجاد ، ومثال ذلك الإنسان .. فهو أولا يقدر
ما منه موجود ..فيقيم الجسد ..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التى
تجعله إنسانا عاقلا
--------------------------------------------------------------------------------
البارئ: البارئ: تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو خلوص الشىء من غيره ، مثل أبرأه الله من مرضه .
البارىء فىاسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا عن مثال ، والبرء أخص من
الخلق ، فخلق الله السموات والأرض ، وبرأ الله النسمة ، كبرأ الله آدم من
طين
البارىء الذى يبرىء جوهر المخلوقات من الأفات ، وهو موجود الأشياء بريئة
من التفاوت وعدم التناسق ، وهو معطى كل مخلوق صفته التى علمها له فى الأزل
،وبعض العلماء يقول ان اسم البارىء يدعى به للسلامة من الأفات ومن أكثر من
ذكره نال السلامة من المكروه
------------------------------------------------------------------------------
المصور: تقول اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة ، والصورة هى الشكل والهيئة
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ،
ومعطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ، وكذلك صور الله الناس
فى الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله نعالى ( ولقد
خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ، ثم خلقنا
النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما
ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكما يظهر حسن التصوير
فى البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق ، ولم يمن الله تعالى
على رسوله صلى الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ( وإنك لعلى
خلق عظيم ) ، وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صور الأخلاق والطباع
--------------------------------------------------------------------------------
الغفار : فى اللغة الغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد غفرته ،
والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمته ،
لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا
وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ، والغفور أبلغ
من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم جعل
مقابح بدنه مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه
وإلا مقته الناس ، فستر الله عوراته .
وينبغى للعبد التأدب بأدب الإسم العظيم فيستر عيوب اخوانه ويغفو عنهم ،
ومن الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق
مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب
--------------------------------------------------------------------------------
القهار: القهر فى اللغة هو الغلبة والتذليل معا ، وهو الإستيلاء على الشىء
فىالظاهر والباطن .. والقاهر والقهار من صفات الله تعالى وأسمائه ،
والقهار مبالغة فى القاهر فالله هو الذى يقهر خلقه بسلطانه وقدرته ، هو
الغالب جميع خلقه رضوا أم كرهوا ، قهر الانسان على النوم
واذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه حتى تطيع أوامر
ربها و يقهر الشيطان و الشهوة و الغضب . روى أن أحد العارفين دخل على
سلطان فرآه يذب ذبابة عن وجهه ، كلما طردها عادت ، فسال العارف : لم خلق
الله الذباب ؟ فأجابه العارف : ليذل به الجبابرة
--------------------------------------------------------------------------------
الوهاب : الهبة أن تجعل ملكك لغيرك دون عوض ، ولها ركننان أحدهما التمليك
، والأخر بغير عوض ، والواهب هو المعطى ، والوهاب مبالغة من الوهب ،
والوهاب والواهب من أسماء الله الحسنى ، يعطى الحاجة بدون سؤال ، ويبدأ
بالعطية ، والله كثير النعم
--------------------------------------------------------------------------------
الرزاق : الرزاق من الرزق ، وهو معطى الرزق ، ولا تقال إلا لله تعالى .
والأرزاق نوعان، " ظاهرة " للأبدان " كالأكل ، و " باطنة " للقلوب والنفوس
كالمعارف والعلوم ، والله اذا أراد بعبده خيرا رزقه علما هاديا ، ويدا
منفقة متصدقة ، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلق اليه ، وإذا جعله واسطة
بينه وبين عباده فى وصول الأرزاق اليهم نال حظا من اسم الرزاق
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( ما أحد أصبر على أذى سمعه ..من الله
،يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ) ، وأن من اسباب سعة الرزق المحافظة
على الصلاة والصبر عليها
--------------------------------------------------------------------------------
الفتاح : الفتح ضد الغلق ، وهو أيضا النصر ، والاستفتاح هو الاستنصار ،
والفتاح مباغة فى الفتح وكلها من أسماء الله تعالى ، الفتاح هو الذى
بعنايته ينفتح كل مغلق ، وبهدايته ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك
لأنبيائه ، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الى
ملكوت سمائها ، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح
للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق للعباد
--------------------------------------------------------------------------------
العليم : العليم لفظ مشتق من العلم ، وهوأدراك الشىء بحقيقته ، وسبحانه
العليم هو المبالغ فى العلم ، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ، سابق
على وجودها ، لا تخفى عليه خافية ، ظاهرة وباطنة ، دقيقة وجليلة ، أوله
وآخره ، عنده علم الغيب وعلم الساعة ، يعلم ما فى الأرحام ، ويعلم ما تكسب
كل نفس ، ويعلم بأى أرض تموت .
والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم ، والعلم له طغيان أشد من
طغيان المال ويلزم الأنسان الا يغتر بعلمه ، روى أن جبريل قال لخليل الله
ابراهيم وهوفى محنته ( هل لك من حاجة ) فقال أبراهيم ( أما اليك فلا )
فقال له جبريل ( فاسأل الله تعالى ) فقال ابراهيم ( حسبى من سؤالى علمه
بحالى ) . ومن علم أنه سبحانه وتعالى العليم أن يستحى من الله ويكف عن
معاصيه ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر عطيته وأعتذر عن
قبح خطيئته
--------------------------------------------------------------------------------
القابض : القبض هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، و قبضه ضد بسطه، الله
القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ، والأرزاق بحكمته ،
والقلوب بتخويفها من جلاله . والقبض نعمة من الله تعالى على عباده ، فإذا
قبض الأرزاق عن انسان توجه بكليته لله يستعطفه ، وإذا قبض القلوب فرت
داعية فى تفريج ما عندها ، فهو القابض الباسط
وهناك أنواع من القبض الأول : القبض فى الرزق ، والثانى : القبض فى السحاب
كما قال تعالى ( الله الذى يرسل السحاب فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله
كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فاذا أصاب به من يشاء من عباده اذا هم
يستبشرون ) ، الثالث : فى الظلال والأنوار والله يقول ( ألم ترى الى ربك
كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه
الينا قبضا يسيرا ) ، الرابع : قبض الأرواح ، الخامس : قبض الأرض قال
تعالى ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات
مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) ، السادس قبض الصدقات ، السابع:
قبض القلوب
------------------------------------------------------------------------------
الباسط : بسط بالسين أو بالصاد هى نشره ، ومده ، وسره ، الباسط من أسماء
الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ، وأيضا هو مبسط
النفوس بالسرور والفرح ، وقيل : الباسط الذى يبسط الرزق للضعفاء ، ويبسط
الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة ، ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة .
يذكر اسم القابض والباسط معا ، لا يوصف الله بالقبض دون البسط ، يعنى لا يوصف بالحرمان دون العطاء ، ولا بالعطاء دون الحرمان