مقدمه ..
الموقع القاهرة بمصر، وهي احدى عجائب الدنيا المتبقية إلى الآن وهي غنية
عن التعريف , أهرمات مصر من اقدم عجائب الدنيا السبع ، وهي مقابر الفراعنة
، وقد امتلأت ممراتها ومقابرها في يوم من الأيام بممتلكات الملوك التي لا
تقدر بثمن ، والتي دفنوها معهم حتى يستعملوها في الحياة الأخرى ـ على حد
زعمهم ـ وقد نهبت كنوز الأهرمات منذ آلاف السنين ولا زالت الاكتشافات
متواليه إلى الان .
يطلق المؤرخون على عصر الدولة القديمة اسم "عصر بناة الأهرام"، إشارة إلى
تلك الأهرامات الضخمة التى نراها جميعاً، والتى بنيت فى بطن الصحراء عن
يمين الوادى، من إقليم الفيوم جنوباً إلى الجيزة شمالاً.
ولكن لماذا بنيت الأهرامات وما هو الغرض منها؟
ترجع الفكرة فى بناء الأهرامات إلى اعتقاد المصريين القدماء فى خلود
الروح، وإلى اعتقادهم فى البعث مرة أخرى وبوجود حياة أبدية. لهذا بنى
المصريون القدماء مقبرة حصينة توضع فيها الجثة بعد تحنيطها، وتزود بمجموعة
كاملة من حاجيات الميت كالأدوات وقطع الأثاث وأنواع الأطعمة والشراب التى
كان يستعملها فى حياته، حتى إذا ما جاءت الروح وحلت فى الجثة، عاد الإنسان
إلى حياته الأبدية. ونقشت جدران المقبرة بالمناظر المعتادة، لتدخل السرور
على الميت.
واكبر هذه الاهرامات هو هرم خوفو ابن الملك “سنفرو” وخليفته في الحكم وقد
استغرق بناء هذا الهرم الاكبر عشرين عاما ويبلغ ارتفاعه 148 مترا ومساحة
قاعدته 13 فدانا ويبلغ طول كل ضلع من اضلاع قاعدته نحو 230 مترا، وتبلغ
كمية الحجارة التي استخدمت في بنائه نحو 2300000 قطعة حجرية تزن في
مجموعها نحو 5500000 طن تقريبا.
أما الهرم الاوسط هو “خفرع” ولكنه اقصر في الارتفاع من هرم “خوفو”.
أما الهرم الثالث فهو “منقرع” وقد بناه الملك منقرع وهو الملك الفرعوني
التالي في الحكم بعد خفرع وقد اكتسب الملك “منقرع” سمعة طيبة على عكس خوفو
وخفرع اللذين اشتهرا بالظلم والقسوة والجبروت نتيجة لتسخيرهم الآلاف من
المصريين في العمل المتواصل.. وحتى يومنا هذا لم تستطع العوامل الجوية ان
تنال من الاهرامات.
الباني هو الفرعون خوفو وبني بواسطة جيش من الشغيلة المسخرين , ظلوا عشرون
عاما يحفرون الجبال في صعيد مصر وينحتون الصخور ومن ثم تنقل بواسطة
المراكب علي نهر النيل إلي منطقة الجيزة حيث ترفع فوق منحدر من ا لرمال
يزداد ارتفاعا كلما ارتفع البناء في الهرم , فتجر الصخور على المنحدر
صعودا باستخدام قطع من الأخشاب تنزلق فوقها الصخور حتى توضع الصخرة في
مكانها . ولماذا بني؟ بني ليكون قبرا لمومياء خوفو المحنطة
هناك كاتب ومفكر سويسري مشهور بنظرياته الشجاعة وأفكاره السباقة والذي
أثار كثيرا من ا لجدل في الغرب بسبب هذه الأفكار التي لا تتمشي مع ما
تعودوا عليه من أراء ونظريات, هذا الكاتب اختلف عنهم كليا وفند أقوالهم
وحججهم وجاء بإجابات وتفسيرات أخري تختلف عما جاء قبله وهي إجابات
وتفسيرات سهلة ومقنعة
فبالنسبة للسؤال الأول, فمن بنى الهرم الأكبر؟ وهل هو خوفو؟
يقول الكاتب Von Daenniken أن الهرم الأكبر وعلى خلاف بقية الاهرامات
الأخرى المنتشرة في مصر لا توجد بداخله أية نقوش أو كتابات هيروغليفية ,
فهو خالي منها تماما مع أن باقي الاهرامات تزخر من الداخل بالكتابات
والنقوش والصور التي تغطي الجدران والأسقف والتي تحكي وتمجد باني ذلك
الهرم وأعماله وإنجازاته وبطولاته. ويقول الكاتب أن باني الهرم الأكبر لم
يكن معروفا حتى سنة 29/12/1835 فيما عدا بضع كلمات جاءت على لسان المؤرخ
اليوناني هيرودوت لم يكن متأكدا منها ولم يكن لديه عليها اى دليل, نقول
عندما عينت بريطانيا المحتلة لمصر في ذلك الوقت ضابطا إنجليزيا يدعي هوارد
فيوزى في مصر, ولكي يجعل هذا الضابط نفسه مشهورا واسمه يتردد على كل لسان
فقد قام وادعى بأنه وجد عن طريق الصدفة وعند تفحصه للفجوات الموجودة في
سقف حجرة التابوت الرخامي في الهرم الاكبرعلى إحدى الصخرات التي بني بها
الهرم مكتوب عليها اسم خوفو قائلا أن المصريين القدامى كانوا يضعون علامات
على الصخور عند نحتها في صعيد مصر لمعرفة وجهتها وأين سيكون مكانها الأخير
مما يعني حسب قوله أن صاحب الهرم الأكبر هو خوفو, ونستغرب وجود هذه
الكتابة على صخرة واحدة فقط من بين ملايين الصخور التي بني بها الهرم مع
العلم بأنه لا يوجد لهذا الملك أي أثار تشير إليه سوى تمثال صغير لا يتعدى
طوله خمسة سنتمترات ؟ وجد في مكان أخر غير الهرم الأكبر , وعند الإعلان عن
اكتشاف اسم باني الهرم الأكبر قامت الدنيا وهللت وفرحت على الرغم من ظهور
عدة مقالات في حينها لعلماء اللغة المصرية القديمة يشككون في صحة هذا
الادعاء , لان الكتابة الهيروغليفية قد شهدت تطورات في الأسلوب وشكل
الرموز على مر القرون العديدة التي عاشتها الحضارة الفرعونية , وطريقة
الكتابة على الصخرة التي يدعي الإنجليزي بأنه قد وجدها فوق سقف حجرة تابوت
الملك في الهرم الأكبر تختلف كليا عن أسلوب الكتابة في عصر خوفو مما يدعو
إلى الشك في هذا الادعاء والى القول بأن الحجر كان تزويرا من الإنجليزي ,
ولكن مع الأسف لم يلتفت أحد لما كتبه هؤلاء العلماء
فمن هو باني الهرم الأكبر إذا؟
مع ملاحظة أن الكلام ينحصر علي الهرم الأكبر فقط وليس على بقية الاهرامات
, يقول الكاتب أن كل ما كتبه علماء الغرب عن الهرم الأكبر هو كله مجرد
تخمينات ونظريات على ا لرغم مما يدعونه من استخدام الأسلوب العلمي في
البحث, ولا يوجد في الحقيقة أحد منهم يعرف فعلا وبشكل قاطع الأجوبة على
هذه الأسئلة على الرغم من الهالة التي يحيطونها بأبحاثهم , ويتساءل الكاتب
في كتابه " عيون أبو الهول " لماذا لا نسمع ما قاله المؤرخون العرب عن هذا
الهرم؟ ويورد الكاتب ما قاله المؤرخ العربي " أبو الوفاء " عن باني الهرم
الأكبر الذي يقول " أما عن باني الهرم الأكبر فقد بني قبل طوفان سيدنا نوح
عليه السلام , لأنه لو كان بني بعده لكنا عرفنا من بناه" ويعلق الكاتب
السويسري على هذا القول بأنه صحيح وسليم تماما , ويتعجب قائلا لماذا لا
يفرق علماء الغرب بين ما قبل الطوفان وما بعده مما يوقعهم في أخطاء
لنعد لأسئلتنا الثلاث الأولي:
1- من هو باني الهرم الأكبر؟
2- كيف بني هذا الهرم؟
3- ولماذا بني؟
لنترك ألان السؤال الأول والثالث قليلا ولنتساءل كيف بني هذا الهرم؟ فلا
شك أن بناء مثل هذا الصرح وحتى في أيامنا هذه ليس بالأمر السهل, وقد تعجز
عن إنجازه الحضارة الحالية فما بالك إذا بني قبل زماننا هذا بآلاف السنين؟
( هناك من العلماء من يقدر زمن بناء الاهرامات وأبو الهول بثلاثين ألف سنة
قبل الميلاد! وذلك بناءا على تقدير مواقع النجوم, مثل برج الأسد , فهم
يقولون أن أبو الهول بني بحيث يكون مواجها تماما لبرج الأسد في وقت معين
من السنة الأمر الذي اختلف ألان بسبب تحرك النجوم في السماء حركة بطيئة
جدا وقدروا الزمن المنقضي بين موقع النجوم عند بناء أبو الهول بحيث يكون
مواجها تماما لبرج الأسد في وقت معين من السنة وموقعها ألان بثلاثين ألف
سنة ! وكذلك هناك الآثار الموجودة علي ظهر وجسم أبوا لهول من جراء هطول
الأمطار الغزيرة والتي كانت تهطل في مصر قبل ثلاثون ألف سنة ! وكذلك مواقع
الاهرامات الثلاث وأبو الهول التي كانت كما يقدر بعض العلماء مطابقة
لوضعية معينة للنجوم وبعض الأبراج في السماء في وقت معين من السنة وهو نفس
وقت مواجهة أبوا لهول لبرج الأسد الأمر الذي كان مطابقا قبل ثلاثون ألف
سنة من قبل الميلاد ! ) . وسوف نقوم بتفسير ذلك أكثر فيما بعد بإذن الله.