نسب النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب بن هاشم عبد مناف بن قصي كلاب بن مرة كعب بن لؤي غالب بن فهر بن مالك بن النضر كنانة بن خزيمة إلياس بن مضر معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل .
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل . وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من دين . لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه تقدمة للنبي الذي أخرجته من . وتعظيما للبلد الحر
عبد الله والد رسول الله وأما عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذبيح .
وسبب ذلك أن عبد المطلب أمر في المنام بحفر . ووصف له موضعها . وكانت قد غلبت آل إسماعيل على ، وملكوها زمانا طويلا . ثم أفسدوا في حرم الله . فوقع بينهم وبين حرب من قبائل ، من أهل . ولم يدخل بينهم . فغلبتهم . ونفت جرهما من . وكانت قد دفنت ، والمقام وبئر . وظهر بعد ذلك على . ورجع إليه ميراث . فأنزل بعضهم داخل - وهم الأباطح - و بعضهم خارجها - وهم - فبقيت مدفونة إلى عبد المطلب . فرأى في المنام موضعها . فقام يحفر فوجد فيها سيوفا مدفونة وحليا ، وغزالا من ذهب مشنفا بالدر . فعلقه عبد المطلب على . وليس مع عبد المطلب إلا ولده الحارث . فنازعته ، وقالوا له أشركنا ، فقال ما أنا بفاعل . هذا أمر خصصت به . فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه .
فنذر حينئذ عبد المطلب : لئن آتاه الله عشرة أولاد وبلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند . فلما تموا عشرة . وعرف أنهم يمنعونه أخبرهم بنذره فأطاعوه . وكتب كل منهم اسمه في قدح . وأعطوها القداح قيم هبل - وكان الذي يجيل القداح - فخرج القدح على عبد الله . وأخذ عبد المطلب المدية ليذبحه . فقامت إليه من ناديها فمنعوه . فقال كيف أصنع بنذري ؟ فأشاروا عليه أن ينحر مكانه عشرا من الإبل . فأقرع بين عبد الله وبينها . فوقعت القرعة عليه . فاغتم عبد المطلب ، ثم لم يزل عشرا عشرا ، ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغ مائة . فوقعت القرعة على الإبل . فنحرت عنه . فجرت سنة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
أنا ابن الذبيحين
يعني إسماعيل عليه السلام وأباه عبد الله . ثم ترك عبد المطلب الإبل لا يرد عنها إنسانا ولا سبعا . فجرت الدية في مائة من الإبل وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام . وقالت :
|
| سقيا الخليل وابنه المكرم |
جبريل الذي لم يذمم |
| شفاء سقم وطعام مطعم |
عبد المطلب جد رسول الله
قال : وكان عبد المطلب من سادات ، محافظا على العهود . متخلقا بمكارم الأخلاق . يحب المساكين ويقوم في خدمة الحجيج ويطعم في الأزمات . ويقمع الظالمين . وكان يطعم حتى الوحوش والطير في رءوس الجبال . وكان له أولاد أكبرهم الحارث . توفي في حياة أبيه . من أولاد الحارث عبيدة . قتل ببدر ، وأبو سفيان وعبد الله .
ومنهم عبد الله . وكان رئيس بني هاشم وبني المطلب في . شريفا شاعرا . ولم يدرك الإسلام . واسم من أولاده عبد الله . واستشهد بأجنادين . وضباعة ومجل وصفية .
منهم ، والعباس .
ومنهم أبو لهب مات عقيب بدر . وله من الولد الذي دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله السبع . وله عتبة ومعتب . أسلما يوم الفتح . ومن بناته . تزوجها كرز بن بن حبيب بن . فولدت له عامرا . فتزوج بن أمية . فولدت له عثمان ثم خلف عليها ، فولدت له ، وعاشت إلى خلافة ابنها عثمان .
ومنهن برة بنت ، أم أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي .
ومنهن أم . وهي صاحبة المنام قبل يوم بدر . واختلف في إسلامها .
ومنهن . أسلمت وهاجرت .
أم آل جحش - عبد الله وأبي أحمد الله وزينب وحمنة .
أبو طالب عم رسول الله وأما أبو طالب فهو الذي يتولى تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد جده كما تقدم ورق عليه رقة شديدة . وكان يقدمه على أولاده .
قال : قام أبو طالب - من سنة ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السنة العاشرة من النبوة ثلاث وأربعين - يحوطه ويقوم بأمره ويذب عنه . ويلطف به .
وقال : كان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكنه أبى أن يدين بذلك خشية العار .
ولما حضرته الوفاة . دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل - فقال يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددها عليه وهما يرددان عليه حتى كان آخر كلمة قالها هو على ملة عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى ( 9 : 113 )
ونزل قوله تعالى ( 38 : 56 )
- الآية
.
ام .