قالوا عن جيش مصر

إذا كان الشاب التونسي محمد البوعزيزي يستحق أن يكون شخصية العام
وربما العقد ، فإن القوات المسلحة المصرية تستحق أن تكون هي الأخرى بطلة
العام والعقد العربي بالكامل .
الثورة المصرية لم تكن لتنجح دون أن تدفع الأمة ثمنا باهظا لنجاحها ، لولا
تحلي الجيش المصري بروح المسؤولية ، ولولا ما تميزت به هذه المؤسسة العريقة
من حس وطني جنب البلاد مصيرا مجهولا كان يمكن أن تتجه إليه كما يحدث الآن
في بعض البلاد العربية الأخرى .
المؤسسة العسكرية في البلاد العربية التي ما زالت تناضل من أجل حريتها ، هي
التي نكلت بالناس وهي التي تولت قمعهم بوحشية لا تصدق . في حين امتنعت
المؤسسة العسكرية المصرية عن ممارسة هذا الدور ، وحرصت على حماية الشعب
ومكتسباته ، والتزمت بموقف الحياد الإيجابي الذي أعلنته إلى أن ضاقت ذرعا
بالنظام ، وشعرت باليأس من مماطلاته ، فدخلت على الخط وانحازت لمطالب الشعب
المشروعة وأجبرت رأس النظام السابق على التنحي عن السلطة .
لو انحازت المؤسسة العسكرية المصرية لصالح النظام لما استطاع أحد أن يتنبأ بما كانت ستؤول إليه الأحوال .
( 2 )
أثبت الجيش المصري أنه مؤسسة وطنية وأنه ذراع الدولة وحاميها وليس ذراع الأنظمة والحكومات .
الجيش المصري لم يتورط طوال تاريخه في الاعيب الصراع على السلطة رغم أن
جميع رؤساء الجمهورية في مصر كانوا ينتمون إليه . ورغم ما شهدته مصر من
صراع على السلطة بين بعض الأجنحة والشخصيات في عهود محمد نجيب وجمال عبد
الناصر وأنور السادات ، فإن الجيش كان يقف دائما على الحياد لأنه يعلم أن
مهمته المقدسة الوحيدة تنحصر في الدفاع عن سيادة البلاد وأمن الشعب .
في دول عربية أخرى كليبيا حيث اُقتحمت المدن بالدبابات ، وتعرض الناس للقصف
بالطائرات والمدفعية ، فإن الجيوش تخلت عن دورها كمؤسسة سيادية ، وأصبحت
مجرد أداة لقمع الشعوب لصالح الأنظمة الديكتاتورية .
حقا ما أعظم الجيش المصري .
( 3 )
إذا كانت حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر هما أبرز إنجازات الجيش المصري على
الحدود ، فإن موقف الجيش المصري اثناء الثورة يعد إنجازا بطوليا لا يقل عن
الانجازين الكبيرين السابقين .
تعظيم سلام لجيش مصر .