أهلاً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلاً


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  أهلاً بيئتىأهلاً بيئتى  ألعابألعاب  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمسم
عضو الماسى
سمسم


ذكر
عدد الرسائل : 2412
نقاط : 4225
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Empty
مُساهمةموضوع: قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"   قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Emptyالأحد نوفمبر 15, 2009 3:02 pm


قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"
قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" ShowImage
قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" 0309



حبيب الله (صلى الله عليه وسلم)


صفته : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير،· أزهر اللون -أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة_ أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه-، ذو مَسرُبه –أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.


أخلاقه (صلى الله عليه وسلم): كان (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس، وأصدقهم· لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: ( َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ ) [القلم:4]. وكان (صلى الله عليه وسلم) أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان (صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان (صلى الله عليه وسلم) يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكن لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته (صلى الله عليه وسلم) نار، وكان (صلى الله عليه وسلم) يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.
وكان (صلى الله عليه وسلم) يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان· (صلى الله عليه وسلم) في مهنة أهله، وقال: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.
وما زال (صلى الله عليه وسلم) يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر،· ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، , وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.


فضله (صلى الله عليه وسلم): عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي (صلى· الله عليه وسلم) قال: (( أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة )) [متفق عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (( أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة )). وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع )).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسم
عضو الماسى
سمسم


ذكر
عدد الرسائل : 2412
نقاط : 4225
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"   قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Emptyالأحد نوفمبر 15, 2009 3:19 pm



تفسير قولُ الله تعالَى لنبيٌه المُصطفى صلٌى الله عليهِ وسَلم
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا جُهدُ ُمُقل في جمع كلام الأئمٌة وأهلِ العلم ؛ في تَفسير قولهِ تعالى لنبيٌه محمد صلى الله عليه وسلم { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
( 1 ) اختصرتُ فيه على النٌقل من كُتبهم رحمهم الله , من دون ذلك التٌطويل المُمِل أوالتٌقصير المُخل ,
والله وليٌ التوفيق :
قال الإمام الطٌبري رحمه الله في التفسير Sad 2 )
حدثني على قال ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يقول: دين عظيم.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن بن عباس، قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يقول: إنك على دين عظيم، وهو الإسلام.
حدثني محمد بن عمرو، قال. ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال ثنا الحسن. قال. ثنا ورقاء، جميعا عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد،
قوله خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: الدين.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: سألتُ عائشة عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن، تقول: كما هو في القرآن.
حدثنا بشر، قال. ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ذُكر لنا أن سعيد بن هشام سأل عائشة عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن.
حدثنا عُبيد بن آدم بن أبي إياس، قال: ثني أبي، قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سعيد بن هشام، قال: أتيت عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، فقلت: أخبريني عن خُلُق رسول الله، فقالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ).
أخبرنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبى الزهرية، عن جُبير بن نُفَير قال: حججبت فدخلت على عائشة، فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.
حدثنا عبيد بن أسباط، قال: ثني أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، في قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: أدب القرآن.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: على دين عظيم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يعني دينه، وأمره الذي كان عليه، مما أمره الله به، ووكله إليه. اهـ
وقال الإمام البغوي رحمه الله في التفسير Sad 3 )
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال ابن عباس ومجاهد: دين عظيم لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه، وهو دين الإسلام.
وقال الحسن: هو آداب القرآن.
سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن .اهـ
( 4 )
قال الإمام السعدي رحمه الله في التفسير:
( 5 )- بعد هذه الآيات -
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)
{ 1 - 7 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لأجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } .
يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام، التي تكتب بها [أنواع] العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم وما يسطرون به من أنواع الكلام، من آيات الله العظيمة، التي تستحق أن يقسم الله بها، على [ ص 879 ] براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون فنفى عنه الجنون
( 6 ) بنعمة ربه عليه وإحسانه، حيث من عليه بالعقل الكامل، والرأي الجزل، والكلام الفصل، الذي هو أحسن ما جرت به الأقلام، وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا، ثم ذكر سعادته في الآخرة، فقال: { وَإِنَّ لَكَ لأجْرًا } . أي: عظيمًا، كما يفيده التنكير، { غير ممنون } أي: [غير] مقطوع، بل هو دائم مستمر، وذلك لما أسلفه النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة، والأخلاق الكاملة، ولهذا قال: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } أي: عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به، وحاصل خلقه العظيم، ما فسرته به أم المؤمنين، [عائشة -رضي الله عنها-] لمن سألها عنه، فقالت: "كان خلقه القرآن"، وذلك نحو قوله تعالى له: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } [الآية]، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، [والآيات] الحاثات على الخلق العظيم ( 7 ) فكان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا، فكان صلى الله عليه وسلم سهلا لينا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم.
فلما أنزله الله في أعلى المنازل من جميع الوجوه، وكان أعداؤه ينسبون إليه أنه مجنون مفتون قال: { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ } وقد تبين أنه أهدى الناس، وأكملهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس، [وشر الناس] ( 8 )
للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه هو المحاسب المجازي.
و{ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } وهذا فيه تهديد للضالين، ووعد للمهتدين، وبيان لحكمة الله، حيث كان يهدي من يصلح للهداية، دون غيره.اهـ
وقال الإمام السعدي أيضاً رحمه الله في تيسير اللطيف المنان : ( 9 )
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }{ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ }{ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ }{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }{ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ }{ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ }{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [القلم : 1 - 7] .
يقسم تعالى بالقلم ، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم ، ويسطر بها المنثور والمنظوم ، وذلك أن القلم ، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون ، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه ، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد ، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام ، وهذا هو السعادة في الدنيا .
ثم ذكر سعادته في الآخرة فقال : { وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي : لأجرا عظيما - كما يفيده التنكير - غير مقطوع ، بل هو دائم متتابع مستمر ، وذلك لما أسلفه صلى الله عليه وسلم من المقامات العالية في الدين والأخلاق الرفيعة ; ولهذا قال : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } فعلا صلى الله عليه وسلم بخلقه العظيم على جميع الخلق ، وفاق الأولين والآخرين ، وكان خلقه العظيم - كما فسرته به عائشة رضي الله عنها - هذا القرآن الكريم ، وذلك نحو قوله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }


( 10 ) ،{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } ( 11 ) ، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ( 12 ) .اهـ
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه التفسير( 13 )
وقوله: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال العوفي، عن ابن عباس: أي: وإنك لعلى دين


( 14 ) عظيم، وهو الإسلام. وكذلك قال مجاهد، وأبو مالك، والسدي، والربيع بن أنس، والضحاك، وابن زيد.
وقال عطية: لعلى أدب عظيم. وقال مَعْمَر، عن قتادة: سُئلت عائشةُ عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كان خلقه القرآن، تقول كما هو في القرآن.
وقال سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة قوله: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ذكر لنا أن سعد


( 15 ) بن هشام سأل عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن.
وقال عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن قتادة، عن زُرارة بن أوفى ( 16 ) عن سعد بن هشام قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني يا أم المؤمنين -عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلتُ: نعم. فقالت: كان خلقه القرآن ( 17 ) .
هذا حديث طويل. وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث قتادة بطوله
( 18 ) .وسيأتي في سورة "المزمل" إن شاء الله تعالى.
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس، عن الحسن قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن ( 19 ) .
وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود، حدثنا شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواد قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أما تقرأ القرآن:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ؟ قال: قلت: حدثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي فإن جاءت هي بالطعام فوضعته قبلُ فاطرحي الطعام! قالت: فجاءت بالطعام. قالت: فألقت


( 20 ) الجارية، فوقعت القصعة فانكسرت -وكان نِطْعًا ( 21 ) -قالت: فجمعه رسول الله وقال: "اقتضوا -أو: اقتضى-شك أسود -ظَرفًا مكان ظَرفِك".
قالت: فما قال شيئًا ( 22 ) .
وقال ابن جرير: حدثنا عبيد بن آدم بن أبي أياس، حدثنا أبي، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سعد


( 23 ) بن هشام: قال: أتيت عائشة أم المؤمنين فقلت لها: أخبريني بخلُق النبي ( 24 ) صلى لله عليه وسلم. فقالت: كان خلقه القرآن. أما تقرأ: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وقد روى أبو داود والنسائي، من حديث الحسن، نحوه ( 25 ) .
وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، وأخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جُبَير بن نفير قال: حججتُ فدخلتُ على عائشة، رضي الله عنها، فسألتها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.وهكذا رواه أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي. ورواه النسائي في التفسير، عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به( 26 ) .
ومعنى هذا أنه، عليه السلام، صار امتثالُ القرآن، أمرًا ونهيًا، سجية له، وخلقًا تَطَبَّعَه، وترك طبعه الجِبِلِّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جَبَله الله عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشجاعة، والصفح والحلم، وكل خلق جميل. كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: "أف" قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا ولا مَسسْتُ خزًا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شَمَمْتُ مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عَرَق رسول الله صلى الله عليه وسلم


( 27 ) وقال البخاري: [حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله] ( 28 ) حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسن الناس خلقًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير ( 29 ) والأحاديث في هذا كثيرة، ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب "الشمائل".
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله. ولا خُيِّر بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله، فيكون هو ينتقم لله، عز وجل ( 30 ) .اهـ
وقال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه الوسيلة Sad 31 )

وبما أثنى سبحانه عليه في قوله : { وإنك لعلى خلق عظيم }


( 32 ) إذ ماذا يمكن للبشر أن يقولوا فيه بعد قول الله تبارك وتعالى هذا ؟ وما قيمة أي كلام يقولونه أمام شهادة الله تعالى هذه ؟ وإن أعظم مدح له صلى الله عليه وسلم أن نقول فيه ما قال ربنا عز وجل : إنه عبد له ورسول فتلك أكبر تزكية له صلى الله عليه وسلم وليس فيها إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير .اهـ
والله أعلم



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسم
عضو الماسى
سمسم


ذكر
عدد الرسائل : 2412
نقاط : 4225
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"   قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Emptyالأحد نوفمبر 15, 2009 3:31 pm



قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" 1195501713كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القول.

*وكان الحلم والاحتمال – والعفو عند المقدرة – والصبر على المكارة – صفات أدبه الله بها – وكل حليم قد عرفت منه زلة – وحفظت عنه هفوة ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرا – وعلى إسراف الجاهل إلا حلما
*وكان من صفة الجود والكرم على مالايقادر قدره كان يعطى عطاء من لا يخاف فقرا
قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس،وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،وكان جبريل يلقاه في كل ليله من رمضان،فيدارسه القران،فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المر سله"
*وكان من اشجاعه والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل – كان أشجع الناس – حضر المواقف الصعبة – وفر عنه الكمأه والإبطال غير مره – وهو ثابت لا يبرح – ومقبل لا يدبر- ولا يتزحزح – وما شجاع إلا وقد أحصيت له فره – وحفظت عنه جولة سواه – وكان اشد الناس حياء وأعضاء وقال أبو سعيد الخدرى : كان رسول الله اشد حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئا عرف في وجهه وكان لا يثبت نظره في وجه احد خافض الطرف لا يشافه أحدا بما يكره حياء وكرم نفس وكان لا يسمي رجلا بلغ عن نفسه شئ يكره: بل يقول "ما بال يصنعون كذا"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسم
عضو الماسى
سمسم


ذكر
عدد الرسائل : 2412
نقاط : 4225
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"   قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم" Emptyالأحد نوفمبر 15, 2009 3:50 pm



سورة الضحى مكية وآياتها إحدى عشرة آية
(بسم الله الرحمن الرحيم* والضحى* والليل إذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى* وللآخرة خير لك من الأولى* ولسوف يعطيك ربك فترضى* ألم يجدك يتيماً فأوى* ووجدك ضالاً فهدى. ووجدك عائلاً فأغنى* فأما اليتيم فلا تقهر* وأما السائل فلا تنهر* وأما بنعمة ربك فحدث*)

هذه السورة بموضوعها، وتعبيرها، ومشاهدها، وظلالها وإيقاعها، لمسة من حنان، ونسمة من رحمة، وطائف من ود، ويد حانية تمسح على الآلام والمواجع، وتنسم بالروح والرضى والأمل، وتسكب البرد والطمأنينة واليقين.
إنها كلها خالصة للنبي صلى الله عليه وسلم كلها نجاء له من ربه، وتسرية وتسلية وترويح وتطمين، كلها أنسام من الرحمة وأنداء من الود، وألطاف من القربى، وهدهدة للروح المتعب، والخاطر المقلق، والقلب الموجوع.
ورد في روايات كثيرة أن الوحي فتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطأ عليه جبريل عليه السلام فقال المشركون: ودع محمدا ربه! فأنزل الله تعالى هذه السورة …
والوحي ولقاء جبريل والاتصال بالله ، كانت هي زاد الرسول صلى الله عليه وسلم في مشقة الطريق. وسقياه في هجير الجحود، وروحه في لأواء التكذيب. وكان صلى الله عليه وسلم يحيا بها في هذه الهاجرة المحرقة التي يعانيها في النفوس النافرة الشاردة العصية العنيدة . ويعانيها في المكر والكيد والأذى المصبوب على الدعوة، وعلى الإيمان، وعلى الهدى من طغاة المشركين.
فلما فتر الوحي انقطع عنه هذا الزاد، وانحبس عنه الينبوع، واستوحش قلبه من الحبيب، وبقي للهاجرة وحده. بلا زاد، وبلا مأوى، وبغير ما اعتاد من رائحة الحبيب الودود، وهو أمر أشد من الاحتمال من جميع الوجوه.
عندئذ نزلت هذه السورة. نزل هذا الفيض من الود والحب والرحمة والإيناس والقربى والأمل والرضى والطمأنينة واليقين …
(ما ودعك ربك وما قلى . وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى.) ..
وما تركك ربك من قبل أبداً، وما قلاك من قبل قط، وما أخلاك من رحمته ورعايته وإيوائه…
(ألم يجدك يتيماً فآوى؟ ووجدك ضالاً فهدى؟ ووجدك عائلاً فأغنى ؟) ..
ألا تجد مصداق ذلك في حياتك؟ ألا تحس مس هذا في قلبك؟ ألا ترى هذا في واقعك؟
لا .. لا … (ما ودعك ربك وما قلى) … وما انقطع عنك بره وما ينقطع أبداً … (وللآخرة خير لك من الأولى) … وهناك ما هو أكثر وأوفى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى)!
ومع هذه الأنسام اللطيفة من حقيقة الأمر وروحه … الأنسام اللطيفة في العبارة والإيقاع .. وفي الإطار الكوني الذي وضعت فيه هذه الحقيقة:
(والضحى . والليل إذا سجى) ..
" لقد أطلق التعبير جواً من الحنان اللطيف، والرحمة الوديعة، والرضى الشامل، والشجى الشفيف:
(ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى) .. (ألم يجدك يتيماً فآوى؟ ووجدك ضالاً فهدى؟ ووجدك عائلاً فأغنى؟) … ذلك الحنان. وتلك الرحمة. وذاك الرضى. وهذا الشجى: تنسرب كلها من خلال النظم اللطيف العبارة، الرقيق اللفظ، ومن هذه الموسيقى السارية في التعبير. الموسيقى الرتيبة الحركات. الوئيدة الخطوات، الرقيقة الأصداء، الشجية الإيقاع .. فلما أراد إطاراً لهذا الحنان اللطيف، ولهذه الرحمة الوديعة، ولهذا الرضى الشامل، ولهذا الشجى الشفيف، جعل الإطار من الضحى الرائق، ومن الليل الساجي. أصفى آنين من آونة الليل والنهار. وأشف آنين تسري فيهما التأملات. وتتصل الروح بالوجود وخالق الوجود. وتحس بعبادة الكون كله لمبدعه، وتوجهه لبارئه التسبيح والفرح والصفاء. وصورهما في اللفظ المناسب. فالليل هو (الليل إذا سجى) ، لا الليل على إطلاقه بوحشته وظلامه. الليل الساجي الذي يرق ويسكن ويصفو، وتغشاه سحابة رقيقة من الشجى الشفيف، والتأمل الوديع. كجو اليتم والعيلة. ثم ينكشف ويجلي مع الضحى الرائق الصافي.. فتلتئم ألوان الصورة مع ألوان الإطار. ويتم التناسق والاتساق" ( ) .
إن هذا الإبداع في كمال الجمال ليدل على الصنعة. صنعة الله التي لا تماثلها صنعة، ولا يتلبس بها تقليد!
(والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك. وما قلى. وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى) ..
يقسم الله سبحانه- بهذين الآنين الرائقين الموحيين. فيربط بين ظواهر الكون ومشاعر النفس. ويوحي إلى القلب البشري بالحياة الشاعرة المتجاوبة مع هذا الوجود الجميل الحي، المتعاطف مع كل حي. فيعيش ذلك القلب في أنس من هذا الوجود، غير موحش ولا غريب فيه فريد … وفي هذه السورة بالذات يكون لهذا الأنس وقعه. فظل الأنس هو المراد مده. وكأنما يوحي الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم منذ مطلع السورة، أن ربه أفاض من حوله الأنس في هذا الوجود، وأنه من ثم غير مجفو فيه ولا فريد!
وبعد هذا الإيحاء الكوني يجيء التوكيد المباشر: (ما ودعك ربك وما قلى) .. ما تركك ربك ولا جفاك – كما زعم من يريدون إيذاء روحك وإيجاع قلبك وإقلاق خاطرك … وهو "ربك" وأنت عبده المنسوب إليه، المضاف إلى ربوبيته، وهو راعيك وكافلك..
وما غاض معين فضله وفيض عطائه. فإن لك عنده في الآخرة من الحسنى خيراً مما يعطيك منها في الدنيا (وللآخرة خير لك من الأولى) فهو الخير أولاً وآخراً وإنه ليدخر لك من التوفيق في دعوتك وإزاحة العقبات من طريقك وغلبة منهجك وظهور حقك. وهي الأمور التي كانت تشغل باله صلى الله عليه وسلم وهو يواجه العناد والتكذيب والأذى والكيد والشماتة (ولسوف يعطيك ربك فترضى)
****
ويمضي سياق السورة يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان من شأن ربه معه منذ أول الطريق ليستحضر في خاطره جميل صنع ربه به ومودته له، وفيضه عليه ويستمتع باستعادة مواقع الرحمة والود والإيناس الإلهي وهو متاع فائق تحييه الذكرى على هذا النحو البديع: (ألم يجدك يتيماً فآوى؟ ووجدك ضالاً فهدى؟ ووجدك عائلاً فأغنى؟
انظر في واقع حالك وماضي حياتك .. هل ودعك ربك وهل قلاك – حتى قبل أن يعهد إليك الأمر؟ - ألم تحط يتمك رعايته؟ ألم تدرك حيرتك هدايته؟ ألم يغمر فقرك عطاؤه؟
لقد ولدت يتيماً فآواك إليه، وعطف عليك القلوب حتى قلب عمك أبي طالب وهو على غير دينك!
ولقد كنت فقيراً فأغنى الله نفسك بالقناعة كما أغناك بكسبك ومال أهل بيتك (خديجة رضي الله عنها) عن أن تحس بالفقر أو تتطلع إلى ما حولك من ثراء !
ثم لقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد منحرفة السلوك والأوضاع فلم تطمئن روحك إليها ولكنك لم تكن لك طريقاً واضحاً مطمئناً. لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع موسى وعيسى الذين حرفوا وبدلوا وانحرفوا وتاهوا … ثم هداك الله بالأمر الذي أوحى به إليك وبالمنهج الذي يصلك به.
والهداية من حيرة العقيدة وضلال الشعاب فيها هي المنة الكبرى التي لا تعدلها منة وهي الراحة والطمأنينة من القلق الذي لا يعدله قلق ومن التعب الذي لا يعدله تعب، ولعلها كانت بسبب مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعانيه في هذه الفترة، ومن انقطاع الوحي ومن شماتة المشركين ووحشة الحبيب من الحبيب.
فجاءت هذه تذكره وتطمئنه على أن ربه لن يتركه بلا وحي في التيه وهو لم يتركه من قبل في الحيرة والتيه!
*****
وبمناسبة ما ذكره ربه بإيوائه من اليتم وهدايته من الحيرة وإغنائه من العيلة .. يوجهه ويوجه المسلمين من ورائه إلى رعاية كل يتيم، وإلى كفاية كل سائل، وإلى التحدث بنعمة الله الكبرى عليه، وفي أولها : الهداية إلى هذا الدين:
(فأما اليتيم فلا تقهر . وأما السائل فلا تنهر . وأما بنعمة ربك فحدث) ..
وهذه التوجيهات إلى إكرام اليتيم والنهي عن قهره وكسر خاطره وإذلاله، وإلى إغناء السائل مع الرفق به والكرامة، كانت – كما ذكرنا مراراً – من أهم إيحاءات الواقع في البيئة الجاحدة المتكالبة، التي لا ترعى حق ضعيف، غير قادر على حماية حقه بسيفه! حيث رفع الإسلام هذه البيئة بشرعة الله إلى الحق والعدل، والتحرج والتقوى، والوقوف عند حدود الله، الذي يحرس حدوده ويغار عليها ويغضب للاعتداء على حقوق عباده الضعاف الذين لا يملكون قوة ولا سيفاً يذودون به عن هذه الحقوق.
وأما التحدث بنعمة الله – وبخاصة نعمة الهدى والإيمان – فهو صورة من صور الشكر للمنعم. يكملها البر بعباده، وهو المظهر العملي للشكر، والحديث الصامت النافع الكريم …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة محمد رسول الله " وإنك لعلى خلق عظيم"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» موقف حدث لنبى الله محمد صلى الله عليه وسلم فماذا فعل
» حمامة كتب على جناحها اسم الله عز وجل والجناح اسم محمد ( ص)
» بعض معجزات الله تعالى في الكون " سبحانه تعالى "
» التمسك بسنة رسول الله (ص)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهلاً :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: