أهلاً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلاً


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  أهلاً بيئتىأهلاً بيئتى  ألعابألعاب  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ا/ أولادى قصص من الحياه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام احمد المصريه
عضو الماسى
ام احمد المصريه


عدد الرسائل : 3574
نقاط : 4261
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

ا/ أولادى  قصص من الحياه Empty
مُساهمةموضوع: ا/ أولادى قصص من الحياه   ا/ أولادى  قصص من الحياه Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2009 9:09 am

سعاد جواد: الكاتبه
كادت أن توصلني إلى السجن.. سامحها الله.. إنها زوجتي.. أم أولادي الخمسة.. ماذا أقول؟ أحببتها بشكل يفوق التصور، فعميت عيني ولم أعد أعرف ما هو الصح، وما هو الخطأ، كدت أغرق في بحر من الديون، مع أنني لم أتزوجها عن حب، وكان زواجنا تقليدياً باختيار الأهل، إلا أنني تعلقت بها بشكل كبير، حتى صارت طلباتها أوامر، فلا استطيع رد رغباتها ولو على حساب المبادئ والقيم التي تربيت عليها، كنت حريصاً على إرضائها بأي شكل، ولا استطيع احتمال غضبها وزعلها علي ولو لساعة.
امرأة تعشق المال بشكل كبير، كانت ترغب بان تعيش عيشة الأثرياء، على الرغم من كونها من عائلة بسيطة، وعلى الرغم من علمها التام بأنني مجرد موظف عادي، ولست تاجراً، إلا أنها كانت تفعل المستحيل كي تحصل على ما تريد، إن ذهبت لزيارة إحدى صديقاتها من الأغنياء، فتلك كارثة بالنسبة لي، حيث إنها بمجرد أن تعود من تلك الزيارة تبدأ بوصف ما شاهدته وكأنها كانت في حلم ساحر، ثم تبدأ بالتحسر، ثم تمر بفترة كآبة لا تريد أن تتحدث مع أحد، ثم تنتقل إلى مرحلة الجنون والعصبية، حيث تثور لأتفه الأسباب، وتخرج مخزون غيظها على كل من يقترب منها من أطفالنا أو الخادمة أو أنا، ثم تبدأ بندب حظها العاثر الذي أوقعها برجل معدم فقير مثلي، ولم يلقها بأحضان السعادة والثراء كصديقتها «فلانة» كي أنهي هذه المسرحية المؤلمة، فتستعيد ابتسامتها وصفاءها واهتمامها بي وبأطفالها، فإنني أذهب واشتري لها هدية ثمينة، فتطيب نفسها، وتستعيد هدوءها، فكانت تلك الزيارات هي السبب الحقيقي وراء ما كان يحدث لزوجتي، أو ربما لان بعضا من صديقاتها قد تزوجن رجالاً من الأسر الثرية، أو ربما لأنها صدمت بمستواي المادي، لأنها كانت تتوقع أن الزوج هو كالجني الساحر المحبوس لها وهو يردد: شبيك لبيك عبدك بين أيديك، أو ربما بالغت نساء عائلتي بإعطائها صورة خاطئة وغير حقيقية عني، حيث كن يرددن بأنني ميسور الحال، ولن أقصر معها في شيء، في الحقيقة فأنا أفكر في كل تلك الاحتمالات ولكني لا أصل إلى فهم حقيقي لطبيعة المشكلة.
الصدمة الأولى
منذ اليوم الأول لزواجنا فاجأتني عندما أخذت تحدثني عن الحظ الذي ابتسم لصديقاتها، فتزوجن رجالاً أثرياء وصرن ينفقن المال كما يشأن، ويسافرن إلى دول العالم، ويستبدلن سياراتهن كل عام، ويشترين المجوهرات وكأنها إكسسوارات يكومنها بلا حساب، حاولت أن أفهمها بأنني إنسان بسيط ليس لي إلا راتبي ولا استطيع أن أجعلها تعيش كزميلاتها، فكانت تتضايق وتتذمر وتزعل، فكنت أضغط على نفسي كثيراً كي أحقق لها ما تريد حتى وصل بي الحال إلى ما وصل وكدت أضيع نفسي. لم أحصل على شهادات جامعية لأنني لم أكمل تعليمي، إلا أنني من الموظفين المجتهدين في مجال العمل، وبحكم إخلاصي في عملي سطع نجمي وزاد راتبي بشكل جعلني أفكر في الزواج، كنت أشعر بأنني في بحبوحة مادية قبل أن ارتبط بها، فأنا لست من النوع المبذر، ولا من الذين ينفقون المال على السهرات أو الملذات والجلسات الشبابية، حتى التدخين لم أجربه في حياتي، كنت بسيطاً متواضعاً قانعاً برزقي الذي أعطاني إياه ربي، حتى ذلك اليوم المشؤوم الذي فكرت فيه بالزواج، كنت أبحث عن الاستقرار وعن الحياة الزوجية الآمنة المطمئنة وسط أسرة مترابطة متحابة، فبدأت بالبحث عن زوجة مخلصة صالحة أحقق معها ذلك الكيان الصغير الرائع، رشحت لي الأسرة بعض فتيات العائلة، فلم أشعر بميل نحو أي منهن، حتى جاء اليوم الذي أحضرت فيه أختي صورتها وهي تقول: إنها فتاة رائعة الجمال، إنها شقيقة زميلتي في العمل، وقد شاهدتها بنفسي، إنها لطيفة وجميلة جداً ومن عائلة

يتبع 2


زواج سريع
تمت مراسيم الزواج بسرعة وانتقلت عروسي لشقتي الصغيرة، عش أحلامي الجميل الذي أعددته ليحتضن سعادتنا التي ستنمو بين جدرانه، صارحتها منذ البداية بوضعي المادي، وإنني موظف لدي راتب محدود، ولكنها أطالت في حديثها عن المحظوظات من صديقاتها وعن حياتهن، وللأسف فقد أصبحت هذه القصة وكأنها أغنية أسمعها يومياً في هذا البيت، أصبحت تتبرم وتتأفف لأنها لم تحقق أحلامها بالثراء، وإنها ستعيش تعيسة لأنها ارتبطت بإنسان بلا طموح مثلي. حاولت إرضاءها بأي شكل، فصرت أعطيها جزءا كبيرا من الراتب لتنفقه على احتياجاتها الخاصة، وصرت أبقي القليل منه لمعيشتنا، ولكنها لم تكتف بذلك وإنما بقيت متذمرة منزعجة!! فحاولت أن أشارك ببعض المشاريع الصغيرة كي أوسع دخلي، ولكن النتيجة جاءت على عكس ما أريد، حيث فشلت تلك المشاريع وأصبح على عنقي دين للبنك نتيجة القرض الذي أخذته، وأيضاً فإنني لإرضائها قمت بشراء سيارة فخمة اختارتها بنفسها، مما جعل الراتب يتحول إلى بخار يتبخر مع أول الشهر، ثم بدأت اقترض ممن حولي، فلم يعد هناك شخص أعرفه ولم اقترض منه، حتى أنني تورطت بإحضار بعض العمال من الجنسيات المختلفة لأجل الاستفادة من المبالغ التي يدفعونها لي، وأنا الذي كنت أحارب هذا الشيء، لما له من مساوئ على كيان بلدي، بصراحة.. لقد بعت نفسي من أجل إرضاء زوجتي التي كانت تبدو سعيدة فرحة متألقة مليئة بالحب عندما أحضر لها مبلغاً من المال، أما إذا لم أحضر شيئاً فإنها تبدو متهجمة عصبية. كنت أحبها وأسعى لإرضائها وأخضع لطلباتها باستمرار، وكانت تهددني بطلب الطلاق وإنها ستأخذ أطفالي وتذهب إلى منزل أهلها، فأضطر للاستدانة وعمل كل ما يمكن، مما لا يرضي الضمير لإرضائها وإعادتها هي والأولاد إلى المنزل.
القيود الرهيبة
تكبلت رقبتي بالديون، وصار الناس يبحثون عني في كل مكان، وتم فصلي من عملي لسوء سمعتي، وصار رجال الشرطة يبحثون عني لعجزي عن تسديد الشيكات المرتجعة والموقعة بدون رصيد، كنت على وشك دخول السجن، فضاقت بي الأرض بما رحبت فلم أجد من ينقذني مما أوقعت نفسي فيه خصوصاً بعد أن اسودت صفحاتي مع كل أهلي ومعارفي، فلم يبق هناك من يثق بي ويحترمني، لم أجد أمامي سوى اللجوء إلى الله الذي لن ينساني أبداً، اعتكفت في أحد المساجد لمدة ثلاثة أيام، وعندما لاحظ أمام المسجد وجودي الدائم وبكائي وتوسلي إلى الله تعالى بان ينقذني ويغفر لي، سألني عن مشكلتي، كنت في أشد الحاجة لمن يسمعني، فحدثته عن ما أوقعت نفسي فيه، فكان كالأخ المتفهم الواعي، فقد وعدني بمساعدتي بقدر ما يستطيع شرط أن أتبع كل تعليماته، كنت كالغريق الذي يريد أي شيء ليتعلق به، فوافقت على ذلك، فأخذني إلى البنك واستخدم علاقاته مع أحد المسؤولين لسحب الدعوى، وقام بدفع بعض الشيكات المرتجعة، ثم أخذ أرقام هواتف الأشخاص الذين يطالبونني بسداد الدين، وتحدث معهم وطلب منهم بعض الوقت كي استطيع سداد ما علي لهم، وكان شرطه الأول هو مواصلتي على حضور صلاة الجماعة وعدم التورط في أي دين جديد، ثم بيع السيارة غالية الثمن، وعدم السماح لزوجتي بالتدخل في أموري المالية، وعدم محاولة إرضائها وتركها لشأنها، سمعت وطبقت كل ما طلب مني، فتركتني زوجتي وانصرفت إلى بيت أهلها بعد أن أخذت الأولاد معها، فجئته وأنا متضايق، فقال لي: اصبر وادع لها بأن يصلحها الله لك، تخليت عن ضعفي تجاهها، وصرت أزور أولادي وأعطيهم مصروفهم، تركتها ولم أسأل عنها، وصرت ملتزماً بكل ما قاله لي ذلك الإنسان الطيب، وقد وجد لي عملاً جديداً براتب جيد، ثم وجد لي عملاً إضافياً بعد الظهر لكي أتمكن من تسديد ما علي للناس، وفعلاً لم يمر عام واحد إلا وأنا في حل من كثير من ديوني ولم يبق سوى ديني للبنك، وقد أقسمت على نفسي بأن لا أطلب قرضاً ربوياً بعد اليوم أبداً.
عودة الأمل
بعد مرور سنة كاملة عدت يوماً إلى منزلي بعد الظهر وأنا أتوقع بأن يكون البيت خالياً كعادته، فوجئت بضجة غير عادية، فاضطرب قلبي وراودني الأمل بأن الله ربما يكون قد هدى زوجتي بعد أن دعوته ليلاً ونهاراً لهدايتها، وفعلاً فتحت الباب فوجدت صغاري يملأون البيت بهجة وسروراً، وما أن شاهدوني حتى تراكضوا باتجاهي وهم يقبلونني فرحين يرددون: بابا لقد عدنا إلى بيتنا ولن نتركه أبداًَ!! هكذا تقول أمنا!! حمدت ربي الذي هدى لي زوجتي أخيراً، جاءت زوجتي لتسلم علي وهي خجلة، رحبت بها وقلت لها: أهلاً بك في بيتك، اشتقت لكم كثيراً، عاتبتني على عدم سؤالي عنها، قائلة: أنت لم تسأل عني فلربما كنت لا أساوي لك شيئاً!! قلت لها: أنت كل حياتي ولكني لا أريدك أن تستغلي ذلك لتحطميني من جديد، لقد انتهى ذلك الزمن، ولن أرضخ لك بعد اليوم، فقد أوصلتني إلى أبواب السجن، وكنت سأخسر نفسي وسمعتي، ويضيع مستقبل أولادي.. سكتت زوجتي مدة طويلة ولاحظت الدموع تملأ خديها وكنت أنصت لأعرف هل تغيرت أم لا.. فقالت بعد سكوت طويل: لقد تغيرت كثيراً.. فتلك السنة التي قضيتها بعيداً عنك أحسست بأنني وحيدة لا أساوي شيئاً بدونك.. ولأجل أن أغير تفكيري حتى استحقك من جديد كان علي أن أصبر كل تلك المدة وأنا ملتجئة إلى الله تعالى كي يساعدني على أن أنتصر على ضعفي وأن أتغير لأكون زوجة صالحة وأماً فاضلة كل همها في الحياة هو سعادة واستقرار أسرتها بعيداً عن التفكير في من هم أعلى منها في الرزق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ا/ أولادى قصص من الحياه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامل روح الحياه وكلنا لنا امال عريضه فى الحياه
» الأمل سر الحياه
» هل تعيش الحياه ؟
» قصيدة بحب الحياه
» من آداب الحياه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهلاً :: المنتدى العلم و الأدب :: منتدى الكتب و القصص-
انتقل الى: